طفل عمره سنه ونصف لا يتكلم
عندما يبلغ الأطفال عامهم الأول، تظهر علامات تطور لغتهم حيث يبدأون بنطق كلمات بسيطة بالإضافة إلى المقاطع التي كانوا يستخدمونها. يرتفع مستوى فهمهم للغة بشكل ملحوظ، حتى أنهم يفهمون الكثير من الكلمات والعبارات التي لا يمكنهم نطقها بعد.
قد يتضمن كلامهم أيضًا كلمات تقليدية لأصوات معينة كأصوات الحيوانات، رغم أن نطقهم لهذه الأصوات قد لا يكون دقيقًا تمامًا.
خلال مرحلة النمو هذه، يجب ملاحظة بعض السلوكيات التي قد تشير إلى تأخر في نمو الكلام. فعلى سبيل المثال، إذا لم يكن طفل في عمر عام ونصف قادرًا على نطق كلمات مثل “أمي” أو “أبي”، أو لو كان طفل في عمر 20 شهرًا لا يظهر تقدم في المفردات، فهذا قد يكون مؤشرًا يستدعي الانتباه.
أيضا، عدم قدرة الطفل على الإشارة إلى الأشياء أو عدم محاولته تكوين جمل بسيطة بعمر العامين قد تكون علامات تتطلب مزيدًا من الفحص.
من الجوانب الأخرى التي يمكن أن تثير القلق هو ملاحظة أن الطفل يتنفس من فمه أو يشخر خلال النوم، فضلاً عن إخراج لسانه بين أسنانه أثناء الكلام أو الراحة.
كذلك، العجز عن نطق الأصوات اللغوية بوضوح بنهاية العام الثاني قد يكون دليلًا على وجود مشكلة في النطق يجب التعامل معها.
كيف يمكن تحفيز كلام الطفل في عمر السنتين؟
لتشجيع الطفل على التحدث في سن السنتين، من المهم أن نتكلم معه باستخدام كلمات البالغين بدلاً من تبسيط الألفاظ أو تحريفها.
من الضروري التحدث بهدوء ووضوح مع الحفاظ على جمل قصيرة وسهلة الفهم. استعمال صور الأشياء غير الحية يمكن أن يساعد الأطفال على ربط الكلمات بمعانيها.
إجراء حوارات بسيطة مع الطفل وطرح أسئلة عن اهتماماته وما يفضله يزيد من فرصه في المشاركة والتعبير عن نفسه. يمكن أيضاً طرح أسئلة سهلة مثل الاستفسار عن مكان جسم ما أو شخص ما. يُفضَّل تكرار الكلمات الصحيحة أمام الطفل لتعزيز قدرته على النطق السليم.
التفريق بين تاخر الكلام و إعاقة عدم النطق و التلعثم
يمكن ملاحظة تأخر اللغة لدى الأطفال في حال كان نمو اللغة لديهم أقل من المتوسط المتوقع في أعمارهم. على سبيل المثال، من المتوقع أن يكون الطفل بعمر الثلاث سنوات قادرًا على استخدام حوالي ألف كلمة وتشكيل جمل تتراوح بين أربع إلى ست كلمات.
يجب أن يعرف أيضاً أسماء الأشياء المتعلقة به وبمحيطه، ويستطيع أن يغني بعض الأغاني التي تعلمها في المنزل أو في الحضانة.
من جهة أخرى، الإصابات التي تؤثر على القدرة على النطق، مثل العجز في النطق والتلعثم، ترتبط بمشكلات في التطور العصبي أو العضوي للطفل. هذه المشكلات تصيب حوالي 5% من الأطفال الذين يعانون من تأخر في الكلام.
في مثل هذه الحالات، يعتبر الكشف الطبي المفصل ضرورياً لتحديد أسباب الإعاقة وتحديد أفضل الطرق لعلاجها. ولذا، يُنصح بشدة باستشارة أخصائيين لدعم الأسر في توجيه أطفالهم نحو تحسين قدراتهم اللغوية.
طرق علاج تاخر الكلام لدى الاطفال بعمر 3 سنوات
في بعض الحالات التي يعاني فيها الأطفال من صعوبات كبيرة في النطق بسبب التوحد، فقدان السمع، متلازمة أبراكسيا، أو مشاكل ذات صلة، يمكن استخدام طرق بديلة لمساعدتهم على التواصل.
هذه الطرق تشمل استخدام لغة الإشارة، أو نظام تبادل الصور، أو أدوات التواصل المعززة والبديلة، وذلك لتيسير عملية التواصل وتبادل الأفكار والمشاعر.
أما الأطفال الذين يعانون من تأخر الكلام لأسباب أخرى فيمكن مساعدتهم بهذه الطرق:
من المهم التحدث مع الأطفال بانتظام منذ الولادة وحتى خلال فترة الحمل، حيث تكون لديهم القدرة على الاستماع منذ البداية. تفاعل مع بواكير محاولاتهم للنطق وأصواتهم الغامضة بتبادل الحوارات البسيطة.
يُفضل إشراك الطفل في ألعاب تفاعلية مثل لعبة بايكا بو، التي تعزز الاتصال والتجاوب بين الطفل والوالدين. أظهر اهتمامك بما يقوله الأطفال عن طريق الاصغاء الجيد، وتواصل العين أثناء الحديث معهم لتشجيعهم على التعبير عن أنفسهم.
تنشيط مهارات الكلام عند الأطفال من خلال سرد القصص والقراءة بصوت مرتفع يُعد تقنية فعالة لاشتراكهم في الحوارات. من الضروري أيضًا تجنب فرض الكلام على الأطفال أو الضغط عليهم لتحقيق ذلك.
شارك الأطفال في نشاطات تعليمية وجولات ترفيهية، مع التحدث عن هذه الفعاليات قبل وأثناء وبعدها لتقوية بنية حوارهم.
توضيح أشياء مثل صور أفراد الأسرة، مشاركة تفاصيلها مع الأطفال وتشجيعهم على بناء حكايات حولها.
من المستحسن طرح العديد من الأسئلة على الطفل وتحفيزه على المشاركة في ألعاب وجهًا لوجه. استخدم لغة الجسد بطريقة فعالة أثناء التفاعل مع الطفل لتعزيز فهمه وتركيزه.
دعم الأطفال في استخدام اللغة بشكل مبتكر يتضمن تجنب النقد لأخطاءهم النحوية أو اللغوية؛ بدلاً من ذلك، يُفضل إعادة صياغة الجمل بأسلوب توضيحي أثناء الحوار.
للأطفال الذين يعانون من تأخر في الكلام، يُحبذ دمجهم في أنشطة مع أقرانهم لتحسين مهاراتهم اللغوية وزيادة رصيدهم من الكلمات. بالنسبة للأطفال المصابين بالتأتأة، من الأهمية بمكان خلق بيئة مريحة والتحدث ببطء لمنحهم الاطمئنان أثناء التواصل.
مراحل النطق للأطفال
عندما ينطق الأطفال كلماتهم الأولى، يشعر الآباء بفرحة عظيمة. لكن قد يتساءل البعض عن كيفية التأكد من أن تطور مهارات الكلام عند طفلهم يتم بشكل سليم.
يختلف توقيت تعلم الكلام من طفل إلى آخر، ولكن هناك علامات محددة لكل مرحلة يمكن من خلالها تقييم التقدم الذي يحرزه الطفل في النطق. الاستناد إلى هذه العلامات يمكن أن يمنح الأطباء الأساس لتحديد ما إذا كان الطفل بحاجة إلى دعم إضافي في تطوير مهاراته اللغوية.
بعد بلوغ الطفل 3 شهور
عندما يصل عمر طفلك إلى ثلاثة أشهر، سيتمكن من تحقيق عدة تطورات مثيرة. فسيظهر ابتسامته بمجرد رؤيتك، ما يدل على ارتباطه العاطفي بك. كذلك، ستلاحظ أنه ينتج أصواتاً موسيقية للتواصل.
سيظهر الطمأنينة والسعادة عندما تتحدث إليه، مشيراً إلى أنه يستجيب لصوتك ويرتاح له. علاوة على ذلك، سيستخدم أنماطًا مختلفة من البكاء ليعبر عن متطلباته المتنوعة، مما يساعدك على فهمه بشكل أفضل.
بنهاية مرحلة الستة أشهر الأولى
عند بلوغ الطفل ستة أشهر من عمره، يبدأ في تطوير مهاراته السمعية واللغوية بشكل ملحوظ. خلال هذه المرحلة، يُظهر الطفل قدرته على إنتاج أصوات القرقرة أثناء اللعب، وكذلك يصدر مجموعة متنوعة من الأصوات التي قد لا تكون مفهومة بعد. يستخدم الطفل هذه الأصوات ليعبر عن مشاعره مثل الرضا أو عدم الإعجاب.
كما يتحسس الطفل مصادر الصوت بتحريك عينيه نحو أي صوت يسمعه، ويتفاعل مع التغيرات في نبرات الأصوات الموجهة إليه، مما يدل على بداية تطور قدرته على الاستجابة العاطفية والذكائية لمحيطه السمعي.
يولي الطفل أيضاً اهتمامًا خاصًا للألعاب التي تصدر أصواتاً ويُظهر انجذاباً ملحوظاً للموسيقى، ما يعكس تطور حسه السمعي وقدرته على التمييز بين الأصوات المختلفة.
بعد بلوغ 12 شهرًا
عند بلوغ الطفل سن السنة، يبدأ في تقليد الأصوات التي يسمعها من حوله. كما يستطيع النطق ببعض الكلمات البسيطة كـ”بابا” و”ماما”.
بالإضافة إلى ذلك، يتجاوب مع التعليمات الواضحة مثل “تعال هنا” ويتعرف على المسميات لبعض الأغراض التي يستخدمها يوميًا، مثل الحذاء. أيضاً، يلتفت إلى الأصوات، محاولاً تحديد مصدرها.
بعد بلوغ الطفل 18 شهرًا
عندما يصل الطفل إلى عمر 18 شهرًا، يمتلك القدرة على التعرف على أسماء الأفراد والعناصر المختلفة بما في ذلك أجزاء جسمه.
كما يستطيع أن يجيب على التوجيهات البسيطة التي تُطلب منه باستخدام الإشارات. بالإضافة إلى ذلك، يكون قادرًا على النطق بما يقارب من عشر كلمات.
بعد بلوغ الطفل 24 شهرًا
عندما يبلغ الطفل 24 شهرًا، يكون قادرًا على:
- التعبير عن نفسه باستخدام جمل قصيرة وواضحة، كأن يقول “أريد المزيد من الحليب”.
- طرح استفسارات مختصرة، يمكن أن تتراوح بين كلمة وكلمتين، مثل السؤال “هل نخرج؟”.
- الامتثال للتوجيهات البسيطة واستيعاب الأسئلة التي لا تتطلب تفكيرًا معقدًا.
- التمكن من نطق ما يزيد عن 50 كلمة.
- التواصل بوضوح بحيث يفهمه الأشخاص الذين يتولون رعايته في معظم الأحيان.
هل تأخر الكلام في عمر السنتين مرتبط بالتوحد؟
يظن بعض الوالدين أن تأخر الطفل في الكلام يعود بالضرورة إلى الإصابة بالتوحد. ومع ذلك، من الضروري استشارة الطبيب للحصول على تقييم دقيق قبل الوصول إلى أية استنتاجات.
الأطفال الذين يعانون من التوحد قد يواجهون تحديات أخرى بجانب صعوبات الكلام، مثل صعوبات في التواصل الاجتماعي، قلة الاهتمام بالأنشطة التي يستمتع بها معظم الأطفال، وإظهار سلوكيات متكررة كتكرار أصوات أو حركات معينة.
من المهم التأكيد على أن هذه العلامات وحدها لا تكفي لتأكيد تشخيص التوحد دون مراجعة مهنية.