عمر العشرين من أهم الفترات العمرية التي تمر على الأبناء لمحاولتهم أن يكونوا مستقلين واتخاذهم لقرارتهم دون مساعدة الآباء وتكوينهم لشخصية مختلفة تتوافق مع المجتمع المنفتح الذين يتعاملون معه، وهذا يتطلب إعطاء الآباء فرصة للنمو والتطور دون أن يفرضوا سيطرتهم أو سلطتهم على اختيارات الأبناء في الحياة.
وفي هذا المقال سنتعرف على طريقة التعامل مع الابن في فترة العشرينات بالطريقة الصحيحة وكيفية التعامل مع الخلافات والنزاعات.

كيف أتعامل مع ابني البالغ من العمر 20 سنة بشكل يوازن بين الدعم والاستقلالية؟
يعتبر عمر العشرين بداية مرحلة جديدة في حياة الإنسان التي يجب أن تؤهله لتحمل المسؤولية والحصول على الاستقلالية ويجب أن تتعامل بشكل جيد مع ابنك في تلك المرحلة، ويمكن تحقيق هذا من خلال الالتزام ببعض السلوكيات ومنها:
- الاحترام: يجب أن تعامل ابنك البالغ على أنه ناضج بشكل كافي لأن يتحمل المسؤولية وأن تظهر له الاحترام من خلال الاستماع إلى آرائه والتشجيع على المناقشة دون الاستخفاف بوجهة نظره.
- وضع حدود: من المهم وضع الحدود للابن البالغ من العمر 20 عام أو أكثر حتى يعرف ما هو مقبول في التعامل وما هو غير مقبول ويخالف المبادئ والقيم الأسرية، وترك مساحة له لاختيار ما يريد في حياته طالما كان ملتزماً بالقيم والمبادئ.
- الدعم: قدم الدعم والمساعدة في حال كان يحتاج إليها أو طلبها مع تقديم النصائح لكن حاول تجنب تقديم الحلول الجاهزة أو حل مشكلاته نيابة عنه حتى لا تعلمه الاعتماد عليك في كافة تفاصيل حياته وتلغي شخصيته.
- التحفيز على الاستقلال: قم بتشجيعه على أن يقوم هو باختيارات حياته من تعليم أو عمل أو علاقات وحاول دعم قراره مهما بدا لك أنه خطأ عليك تقديم النصيحة دون فرض رأيك وتركه يتعلم من أخطائه دون لوم.
- وجود لغة حوار: يجب أن يكون بينك وبين ابنك لغة حوار قائمة على الاحترام، قم بإعطاء النصائح دون أن تفرض عليه وضع معين أو إصدار الأوامر أو تقلل من اختياره واترك دائمًا مساحة للنقاش.
- إظهار الثقة: التأكيد اللفظي أنه يستطيع أن يقوم بالأمور المختلفة وأنك تؤمن بقدراته على أخذ القرارات الصحيحة وتحمل مسؤوليته الشخصية وإدارة حياته، ويعمل ذلك بشكل كبير على زيادة ثقته بنفسه.
ما هي أبرز التحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهها الابن في عمر 20 سنة؟
يمر الشباب في عمر العشرين بالعديد من التحديات والصعوبات في الحياة سواء على الصعيد النفسي أو الاجتماعي مما يؤثر بشكل كبير على اتخاذه للقرارات وتكوين شخصيته، ومن أشكال التحديات التي يمر بها الابن في العشرين:
- تكوين شخصية: يحاول الشباب في سن العشرين وضع هوية لهم وتحديد أهداف في الحياة وما يريد أن يعمل به وغيرها من الأمور المهمة التي يعمل على تحديدها مما يعمل على شعوره بالحيرة والقلق.
- الضغوطات المهنية أو التعليمية: البحث عن عمل مستقر أو اختيار مجال دراسي يتخصص به أو يتطور على المستوى الدراسي أو المهني مما يسبب ضغط كبير وخوف من المنافسة والفشل.
- المشاكل المادية: الحاجة إلى الاستقرار المادي بعيدًا عن العائلة وتحمل مسؤوليته المادية دون إضافة عبء على عائلته يسبب الشعور بالضغط.
- تكوين علاقات اجتماعية: في هذا السن يعمل الفرد على تكوين علاقات جديدة سواء صداقة أو علاقات عاطفية مما يسبب ضغط حتى يستطيع الاستمرار في العلاقات.
- الاحتفاظ بالقيم والتمتع بالحرية: الموازنة بين القيم التي نشأ عليها الفرد والاستمتاع بحرية سن العشرين مشكلة صعبة تولد الصراعات سواء النفسية أو مع الأهل.
- المشاكل النفسية: فترة العشرين لكثرة الضغوطات التي بها تعمل على توليد العديد من المشاكل والصراعات النفسية والتعرض لمشاعر القلق والاكتئاب.

ما الدور الذي يجب أن ألعبه كوالد في دعم ابني في اختياراته المهنية والعاطفية؟
يقع على عاتق الآباء عبء كبير في دعم الأبناء في اختياراتهم المهنية والعاطفية والموازنة بين تقديم الدعم والنصح والتوجيه دون تحكم أو فرض سيطرة، ولتحقيق هذا التوازن عليك:
- تقديم الاستشارات: من المهم أن تقدم النصح والإرشاد دون أن تشعر ابنك أنك تتحكم في اختياراته أو كيفية سير حياته سواء المهنية أو العاطفية.
- الدعم النفسي: يجب أن تشعر ابنك أنه قادر على أن يتخذ قراراته بمحض إرادته مما يعطيه الثقة بالنفس.
- عدم إصدار الأحكام: تجنب الانتقاد والتقليل من اختياراته في الحياة ومحاولة النقاش بهدوء في حالة الاختلاف معه في الرأي ومحاولة الإقناع باحترام دون أن تشعره أنه مازال طفل أو عدم قدرته على اتخاذ القرار.
- التعامل مع الفشل: عدم إشعاره بالفشل أو إلقاء اللوم عند اتخاذ القرار الخاطئ ومحاولة الاحتواء والتواجد وكن المساحة الآمنة لأبنائك.
كيف أتعامل مع الخلافات والنزاعات مع ابني البالغ بطريقة بناءة؟
لا مفر من حدوث الخلافات والنزاعات بينك وبين الابن البالغ حيث أن ذلك دليل على نموه ومحاولته الاعتماد على نفسه وتحمل مسؤوليته الخاصة دون أن يبقى عبء على أسرته، ولكن تختلف الطريقة التي يتعامل بها الآباء لحل هذه الخلافات دون أن يؤثر على العلاقة بينهم وبين أبنائهم، ومن الأساليب التي يجب تتبعها للتعامل مع الخلافات بطريقة بناءة:
- تجنب اختيار الأوقات التي يشعر بها الابن بالغضب أو الحزن لتجنب تفاقم المشكلة ومحاولة اختيار الأوقات المناسبة للتكلم بهدوء وعقلانية في الخلاف ومحاولة إيجاد حل.
- التعليق على السلوك والفعل وليس الشخص ذاته حيث أن ذلك يقلل من ثقته بنفسه ولا يركز على تعديل السلوك.
- ترك مساحة للنقاش وتوضيح وجهة نظره ورأيه دون التقليل منه أو من وجهة نظره مما يعمل على تهدئة الأمور وتجنب أي سوء فهم.
- تجنب رفع الصوت أو استخدام الكلمات الجارحة والتكلم بهدوء واحترام.
- محاولة إيجاد نقاط التقاء بين الطرفين وتجنب السيطرة على النقاش أو استخدام التهديد والضغط لفرض سلطتك.
- الاعتراف عند الخطأ يبني الثقة بينك وبين ابنك ولا يقلل من قيمتك ويعزز الاحترام بينكما.

متى يجب أن أطلب مساعدة مختص نفسي أو استشاري عائلي لمساعدة ابني؟
إذا كنت تلاحظ سلوكيات خاطئة أو مشاعر سلبية بشكل يؤثر على جودة حياته أو كيفية سير حياته يجب عليك الاستعانة بمختص نفسي، ومن الحالات التي يجب أن تطلب مساعدة مختص:
- العصبية المفرطة، مشاكل في التحكم في مشاعر الغضب، الانعزال عن المجتمع، أو تبني سلوكيات تؤثر على صحته مثل التدخين أو الإدمان أو غيرها من السلوكيات الخاطئة.
- عدم القدرة على التقدم في الدراسة أو مواجهة مشاكل في التركيز بشكل يؤثر على الدراسة.
- مواجهة المشاكل العاطفية مثل الدخول في علاقات غير مستقرة تسبب له الضغط وتقلل من ثقته بنفسه.
- المعاناة من مرض نفسي مثل الاكتئاب، القلق، الإحباط واليأس بطريقة تؤثر على سير حياته بطريقة طبيعية.
- وجود النزاعات والمشاكل العائلية التي تؤثر على استقرار العلاقات الأسرية.
- إذا طلب الابن أن يتحدث مع مختص عليك الاستماع له والاستعانة بمختص.