يؤثر السلوك العدواني بشكل كبير على حياة الفرد وعلى علاقاته الاجتماعية والمهنية وحتى العلاقة مع العائلة، ويوجد العديد من الأشكال التي قد يظهر عليها السلوك العدواني مثل العنف الجسدي، الإيذاء اللفظي، الغضب والانفعال، وغيرها من المظاهر التي يجب على الفرد التعامل معها بحكمة والسيطرة عليها.
في هذا المقال سنتعرف على مظاهر السلوك العدواني والأسباب التي تجعل منك شخص عدواني وكيفية علاج هذا السلوك.

هل الشخصية العدوانية تعتبر مرضًا نفسيًا؟
لا، لا تعتبر الشخصية العدوانية مرضًا نفسيًا بحد ذاتها ولكن وجودها بشكل مبالغ به يمكن اعتباره كصفة مصاحبة لأمراض نفسية مثل الشخصة الحدية أو الشخصية المعادية للمجتمع أو متلازمة الغضب الانفجاري أو غيرها الكثير من الأمراض المرتبطة ارتباط وثيق بعدم القدرة على السيطرة على الغضب.
يمكن اعتبار العدوانية والهجوم صفة نتجت نتيجة البيئة المحيطة للفرد أو التعرض للضغوط الحياتية أو طريقة التربية الغير صحية التي نشأ عليها الطفل وتعرضه للتعنيف أو الإهمال أثناء الطفولة يعمل بشكل كبير على نمو الفرد وبداخله طاقة غضب كامنة.
ما هي مظاهر السلوك العدواني؟
عندما تتعامل مع شخص يمتلك سلوك عدواني يمكنك التعرف على ذلك من خلال وجود بعض المظاهر والصور التي قد تظهر عليها الشخصية العدوانية ومنها:
- العنف في التعامل والرغبة في إلحاق الأذى الجسدي بالطرف الآخر وذلك من خلال تسديد اللكمات أو رمي الأشياء على الطرف الآخر حتى لو كان ذلك يتم بدافع المزاح.
- استخدام الكلمات الجارحة والبذيئة في التعامل عن عمد واستخدام أسلوب التهديد والتعبيرات المهينة والسخرية والتنمر من الآخرين والسب مما يؤدي إلى شعور الطرف الآخر بالأذى النفسي.
- وجود ميول جنسية عنيفة وتظهر بشكل واضح من خلال قيام الشخص العدواني بالتحرش أو الاغتصاب سواء على الغرباء أو على شريك الحياة.
- التسبب في الخسائر المادية للآخرين والميل إلى تكسير الممتلكات الشخصية للآخرين وتخريبها مما يعمل على التسبب في مشاكل قانونية واجتماعية.
- تبني السلوكيات السيئة والمؤذية للشخص مثل التورط في المشاكل القانونية أو التواجد مع الأشخاص ذوا السلوك السيئ أو الإجرامي.
- الانفعال والتهور في ردود الأفعال مما يعمل على الحاق الأذى والضرر بالعمل أو بالعلاقات الاجتماعية أو بالعائلة.
ما هي صفات الشخصية العدوانية؟
توجد العديد من الصفات التي تؤكد لك أنك تتعامل مع شخصية عدوانية وهجومية مثل:
- سرعة الغضب: من السهل على الشخصية العدوانية أن يشعر بالغضب الشديد من أقل الأمور وبالتالي العنف في ردود الأفعال واللجوء إلى العنف النفسي أو الجسدي وإيذاء الآخرين.
- الأسلوب الحاد: استخدام أسلوب غير متحضر وعدم تقبل الرأي الآخر وبالتالي استخدام النبرات العنيفة وإلقاء التهديدات وتصعيد الأمور بشكل غير مبرر وعدم القدرة على التحكم في نوبات الغضب.
- فرض السيطرة: الشخصية العدوانية دائمًا ما تميل إلى فرض سيطرتها على الأطراف الأخري التي تتعامل معها سواء برضاهم أو ضد رغبتهم.
- الجور على حقوق الآخرين: عدم الشعور بالتعاطف مع الآخرين وعدم الاكتراث لحقوقهم والاهتمام الوحيد يكون لأنفسهم ورغباتهم دون النظر على ما قد يسببه ذلك من أذى للآخرين.
- ردود الأفعال العدوانية: الحاجة إلى الانتقام عد تعرضه للإساءة ودائمًا ما يلجأ إلى العدوانية في حل أي مشاكل قد تواجه مما يؤثر بشكل كبير على علاقاته الاجتماعية.
- العناد: عدم التنازل أو التفاوض في أي أمر يخصه وكذلك عدم الاستجابة إلى العقوبات وفرض عقوبه قد يجعله يزيد من عدوانيته لا أن يرضخ للقوانين والعقوبات.

ما هي أسباب الشخصية العدوانية والسلوك العدواني؟
تختلف العوالم التي تؤثر تكون الشخصية العدوانية، ومن هذه العوامل:
- العوامل البيئية: تشكل البيئة المتواجد بها الفرد عامل مهم ومؤثر في تكوين شخصيته حيث أن النمو في بيئة تتسم بالعنف أو التعرض للتنمر والسخرية في نشأتك قد يكون سبب كبير في تبنيك للشخصية العدوانية كوسيلة دفاع وحماية.
- العوامل النفسية: إصابة الفرد بأي من الإضرابات النفسية المصاحبة لسمة الغضب وعدم القدرة على التحكم في الانفعالات مثل الاكتئاب، اضطراب ثنائي القطب، أو غيرها من الأمراض التي تعمل إلى إبراز هذه الصفة.
- العامل الوراثي: إذا كان أحد الوالدين متسم بالعدوانية فمن المرجح أن يرث أحد الأبناء هذه الصفة.
- الثقافة والمجتمع: المجتمع قد يكون هو المحفز على أن يكون الفرد متسم بالعدوانية والغضب والتنافس الشديد مثل احترامهم أكثر لمن يفرض سيطرته أو من يملك القوة يجعل الفرد يتبنى هذه الصفات لكي يتم قبوله في المجتمع
- الإدمان: تعاطي المواد المخدرة يؤثر على كيمياء الدماغ وبالتالي عدم قدرة الفرد على السيطرة على انفعالاته وغضبه مما يدفع الشخص بأن يقوم بالسلوك العدواني وهو غير مدرك لذلك.
- الإجهاد النفسي: شعور الفرد بالإجهاد النفسي والتعب يعمل على خلق مشاعر سلبية مثل التوتر والقلق والعدوانية وعدم القدرة على ضبط النفس.
كيف يؤثر السلوك العدواني على العلاقات الاجتماعية؟
يؤثر السلوك العدواني بشكل كبير على العلاقات الاجتماعية من خلال:
- فقدان الثقة: الأشخاص العدائيين يصعب على من حولهم الوثوق بهم حيث أن انفعالاتهم وتصرفاتهم غير متوقعة.
- صعوبة التعامل: قد تكثر المشاحنات مع العائلة والأصدقاء والمعارف ومن الصعب أن يتم التعامل بهدوء مع أي خلاف.
- العزلة الاجتماعية: قد يميل الأشخاص العدوانيين لصعوبة تكوين الصداقات طويلة الأمر وقد يلجأ البعض إلى العزلة الاجتماعية أو قد يبعد المحيطين عن الشخص العدواني فينتهي به الأمر إلى الوحدة.
- السمعة: قد يؤثر السلوك العدواني على سمعة الشخص مما يجعل الناس تخشى التعامل معه أو تقديم الاحترام له.
- التأثير على العلاقات العمل: صعوبة التعامل مع الشخص العدواني في بيئة العمل قد تؤثر بشكل كبير على تطور الشخص في وظيفته.

كيف يمكن علاج الشخصية العدوانية؟
توجد الكثير من الأساليب التي يمكن اتباعها في علاج الشخصية العدوانية وتضمن هذه الاستراتيجيات:
- العلاج النفسي: يعمل العلاج النفسي على تحديد الأسباب الناتج عنها السلوك العدواني وبالتالي اختيار الاستراتيجيات المناسبة لللتعامل معها، وتوجد العديد من أنواع العلاج النفسي الممكن استخدامه منها العلاج السلوكي الجدلي، العلاج الجماعي، العلاج بالمشاركة الأسرية، العلاج السلوكي المعرفي وغيرها التي يتم تحديدها من قبل المختص.
- العلاج بالأدوية: هناك العديد من الأمراض النفسية المصاحبة للسلوك العدائي وحتى يتم التعامل مع الأخير عليك التعامل مع الأمراض المصاحبة مثل الاكتئاب أو القلق أو غيرها ولذلك يتم استخدام الأدوية ويتم تحديد الجرعات من قبل مختص وعلى حسب التشخيص.
- تمارين التحكم في الغضب: التدريب على التحكم في الغضب والانفعالات من الأمور التي يجب على الشخص العدواني أن يتطرق إليها في رحلة العلاج وتشمل التأمل، الاسترخاء، التخيل الإيجابي، وتحسين التعبير عن المشاعر مما يعمل على تقليل الشعور بالغضب والقدرة على التحكم به.
- تعزيز الثقة بالنفس: من المهم أن يقوم الشخص بتعزيز الثقة بنفسه حيث تعتبر هي المفتاح لعلاج الاضطرابات النفسية المختلفة وبالتالي وجودها يجعل الشخص قليل الانفعال والغضب.
- التمارين الرياضية: من أهم العوامل التي تساعد الفرد في التنفيس عن غضبه والمشاعر السلبية التي تعتليه هي ممارسة التمارين الرياضية لذا فإن الانتظام عليها يجعل الفرد متحكم بشكل أكبر في الغضب.
- تعلم المهارات المختلفة: مهارات التواصل الفعال، حل المشاكل بطريقة إيجابية، الصبر، إدارة الضغوط النفسية، والتحكم في السلوك من المهارات التي يجب على الفرد أن يتعلمها ويعمل على تحسينها لكي يستطيع أن يتحكم في غضبه والتخلص من السلوك العدواني.