العطاء في حد ذاته من الصفات الحميدة والتي يجب أن تتوفر في كافة الأفراد لتأثيرها الإيجابي على الآخرين وعلى النفس والتي تعمل على تقوية العلاقات وتعر الفرد أنه إنسان جيد.
ولكن إذا كان العطاء زائد عن الحد وعلى حساب الفرد وعلى صحته النفسية وطاقته وتقبله لنفسه فيجب إدراك الوضع حتى يتم التعامل معه بالشكل الصحيح لكي لا يتم استغلاله من قبل الآخرين حيث أثبتت الدراسات أن الطيبة الزائدة تجذب الأشخاص المستغلة.
في هذا المقال سنتعرف على الفرق بين العطاء الصحي والطيبة الزائدة وكذلك أهم النصائح التي عليك اتباعها لتفادي الاستغلال وتقويم عطائك للآخرين وما علامات استغلال العطاء.

ما الفرق بين العطاء الصحي والطيبة الزائدة؟
هناك فرق كبير بين العطاء الصحي والطيبة الزائدة وذلك حسب درجة وعي الفرد بالمقدار الذي يقدمه للآخرين.
العطاء الصحي
العطاء الصحي يتميز بتأثيره الإيجابي على الشخص المعطي والشخص المستفيد وهو من السلوكيات النبيلة التي تعمل على الموازنة بين الشعور بالرضا لمساعدة الآخرين وعدم إهمال حق نفسك، ويتميز العطاء الصحي:
- مساعدة الآخرين بهدف المساعدة وليس بهدف إرضائهم على حسابك.
- يحترم الفرد حدود تعاملاته ويضح الحدود للطرف الآخر من عدم تعدي هذه الحدود واستنزاف طاقته.
- يمنح تأثير طيب وشعور بالرضا لا بالضعف.
- يساعد في تقوية العلاقات وزيادة الاحترام.
الطيبة الزائدة
هو عطاء غير محدود دون مقابل في للناس الخطأ، ينبع من حاجة الفرج أن يكون متقبل بشكل دائم بين الآخرين حتى إذا تم المساس بحدودك أو قدراتك أو كرامتك ويترك أثر غير طيب في نفس الشخص الذي يتعامل بطيبة زائدة وأحيانًا للأشخاص من حوله، وتتميز الطيبة الزائدة:
- تنبع من وجود دافع داخلي بإرضاء الآخرين وخوفه من الرفض وعدم القبول.
- لا يضع الفرد أي حدود لتعامله مع الغير مما ينتج عنه استغلاله من قبل الآخرين.
- يمنح شعور بالضعف والاستغلال والضغط النفسي للفرد.
- يجعلك تدخل في علاقات غير صحية بتم فيها التقليل من احترامك وأهميتك وقيمتك.
كيف تعرف أن عطائك صحي وليس استغلالًا؟
هناك العديد من العلامات والمؤشرات التي تدل على أن عطائك صحي وليس استغلال:
- يعمل العطاء الصحي على تكوين علاقة صحية متوازنة بين الأخذ والعطاء بين الطرفين ومما يعمل على تقوية أواصر العلاقة.
- التمكن من وضع الحدود وإمكانية قول لا وتقبل أو رفض المساعدة في حالة كانت تؤثر على وقتك أو طاقتك واحتياجاتك.
- يعمل العطاء الصحي على ترك أثر طيب في النفس والشعر بالرضا والسعادة بدلًا من الشعور بالعبء والضعف والإجبار.
- تحمل أخطاء الآخرين واللوم بشكل دائم على فشل وتقصير الآخرين أو تحمل المسئولية كلها وحدك فيكون هذا استغلال لطيبتك الزائدة.
- الدافع للإعطاء إذا كان بهدف المساعدة فقط وتقديم الدعم فيعتبر عطاء صحي أما إذا كان بدافع نيل رضا الآخرين و فيكون طيبة زائده عن الحد ويجب التعامل معها لتجنب تأثيرها السلبي على النفس على المدى الطويل.

كيف يؤثر التمييز بين العطاء الصحي والطيبة الزائدة على علاقاتك؟
عندما يقوم الفرد بالتمييز بين العطاء بالقدر المعقول والطيبة الزائدة والسخاء في العطاء فذلك يؤثر بشكل مباشر على جودة العلاقات من خلال:
- الاحترام المتبادل حيث يكون كلا الطرفين يدركون أن الدعم أو المساعدة التي يتم تقديمها نابعة من رغبة الشخص في ذلك وليس لضعفه أو إجباره أو لاستحسان الطرف الآخر.
- تجنب حدوث سوء فهم أو مشكل وخلافات بسبب شعور الطرف المعطي بالاستياء لعدم تبادله لما يقدمه أو أنه الطرف الأكثر عطاء مما يشعره بتقليل قيمته.
- سهولة التواصل والوضوح في الاحتياجات والمشاعر طالما كان العطاء صحي ومتبادل بين الطرفين.
- التشجيع على التطوير والتحسين من الذات على عكس الطيبة الزائدة التي تؤدي إلى عدم قدرة الفرد على الاستقلالية.
ما النصائح للحفاظ على توازن العطاء بدون استنزاف نفسي؟
لتحقيق التوازن في العطاء والتأكد من عدم استنزافك النفسي عليك اتباع بعض النصائح ومنها:
- ضح حدود واضحة لنفسك قبل أن تضعها للآخرين.
- تعلم تقدير ذاتك ووقتك وقول “لا” بطريقة مهذبة.
- اعرف متى تعطي ومتى تتوقف عن العطاء ومن يستحق ذلك ومن ليس أهل للعطاء وسيقوم باستغلالك.
- لا تعطي طول الوقت بدون مقابل أو على الأقل الحصول على تقدير من الآخرين.
- كن على دراية وإدراك لحالك النفسية وتأثير العطاء على نفسك فإذا شعرت باستنزافك قم بالتوقف ومراجعة حساباتك.
- في حالة أدركت أن بالفعل هناك من يستغلك قم بمناقشة السلوك معه وإحاطته علمًا بتأثير ذلك عليك حتى يتوقف عن هذا الفعل.
- إذا كنت بالفعل يتم استغلالك لا تتردد في طلب المساعدة من مختص لمساعدك على التعامل مع مشاعرك ووضع استراتيجية حتى تتمكن من مواجهة الاستغلال.