طرق تشخيص التوحد وتحديد درجته
تحديد وجود اضطراب طيف التوحد والبدء بالتدخلات العلاجية في مراحل مبكرة يلعب دوراً هاماً في تعزيز فعالية العلاج. هناك مجموعة من الاستراتيجيات المتبعة لتقييم وجود التوحد، وتشمل:
فحص النمو
يُستخدم الفحص التنموي لمراقبة تطور ونمو الطفل بشكل دوري ودقيق. عبر هذه الاختبارات، يمكن التعرف على أي تأخرات نمائية أو اختلالات في مراحل مبكرة، مما يسهّل التدخل المبكر والفعّال. كثيرًا ما يكون هذا النوع من الفحص خطوة أولية ضرورية في تشخيص حالات اضطراب طيف التوحد.
التقييم التشخيصي
عند ملاحظة أية قلق بشأن تطور الطفل، يخضع لفحص تفصيلي للكشف عن إمكانية وجود اضطراب طيف التوحد. هذه العملية تتضمن سلسلة من الفحوصات الطبية والنمائية التي ينفذها فريق من المحترفين يشمل طبيب الأطفال، الطبيب النفسي وأخصائي العلم النفسي.
تقييمات الملاحظة
يقوم المختصون المتمرسون في ميدان اضطراب طيف التوحد بفحص الأطفال عن كثب، حيث يراقب المختص المتدرب سلوك الطفل بدقة لمعرفة خصائص معينة فيه. يتضمن هذا الفحص تقييم أنماط التفاعل البصري، القدرة على الكلام، المهارات الاجتماعية، نوعية اللعب، استخدام الإشارات والتصرفات العامة.
مقاييس واستبيانات الإبلاغ الذاتي
يعتمد المختصون ومزودو الدعم الصحي على أدوات معيارية مثل الاستبيانات ومقاييس التقييم لفحص الأطفال. هذه الأدوات تمكنهم من استكشاف وتحليل مختلف العلامات التي قد تدل على وجود خصائص تتعلق بمرض طيف التوحد.
الفحوصات الطبية
تُجرى الاختبارات السريرية للكشف عن الخصائص البدنية أو الوراثية المرتبطة بمرض التوحد. قد يتعرض الأطفال ذوي التوحد لمجموعة من المشكلات الصحية مثل متلازمة الكروموسوم X الهش، النوبات العصبية، مشاكل في الهضم وغيرها.
يعد تحديد مستوى التوحد بعد الكشف الأولي خطوة ضرورية لتوجيه العلاج المناسب. الأشخاص المصابون بالتوحد يُصنفون ضمن ثلاث فئات، تعتمد كل منها على الحاجة إلى مستويات مختلفة من الدعم.
ما هي مستويات التوحد الثلاث؟
يُصنّف التوحد إلى ثلاث درجات تختلف بحسب شدتها ومقدار الدعم الضروري للأفراد في حياتهم اليومية:
1- الدرجة الأولى: تعتبر هذه الدرجة من التوحد الأقل شدة، حيث يجد الأفراد صعوبات في التفاعل الاجتماعي المناسب، ويواجهون تحديات في تغيير الأنشطة وإدارة الترتيبات اليومية، مما يحد من استقلاليتهم.
2- الدرجة الثانية: تزداد فيها الأعراض وضوحًا وتشمل عوائق في الاتصال اللفظي والتفاعل الاجتماعي. كما يعاني الأفراد من صعوبات ملحوظة في التحول بين الأنشط المختلفة وتظهر لديهم سلوكيات متكررة بشكل واضح.
3- الدرجة الثالثة: تمثل الحالات الأكثر شدة، إذ يعاني الأفراد من تحديات كبيرة في التواصل والتفاعل الاجتماعي، وصعوبة بالغة في التعامل مع التغيرات في الأنشطة اليومية، إلى جانب تكرار السلوكيات بشكل ملح.
ما المقصود بتشخيص التوحد؟
يُعرف اضطراب طيف التوحد بأنه حالة نمو عصبي تؤثر على قدرات الشخص في التواصل الاجتماعي، وتصرفاته، وقدرته على التكيف مع التغيرات المختلفة.
عملية اكتشاف ما إذا كان الشخص يعاني من هذا الاضطراب تعتمد على تحليل مختلف السمات والمظاهر السلوكية.
تشمل هذه المظاهر عدم القدرة على إقامة تفاعلات اجتماعية فعالة، واجهاض التعامل مع التغيرات الجديدة، بالإضافة إلى تحديات في المهارات الاتصالية وميل ملحوظ نحو اهتمامات محدودة بأنشطة معينة.
أنواع التوحد
في مجال التشخيص لاضطرابات طيف التوحد، يُعتمد على التعرف على النماذج المختلفة ومستوياتها. هذه بعض التفاصيل حول الفئات الأساسية لهذه الاضطرابات:
– الاضطراب النمائي: يُعرف هذا الفئة سابقاً بالتوحد التقليدي، ويعاني المصابون به من صعوبات بارزة في الاتصال والتفاعل مع الآخرين، ويتسمون بتكرار بعض السلوكيات بشكل مستمر.
– اضطراب التوحد في الطفولة: يظهر هذا النوع من التوحد عادة في بدايات العمر، ويحدث أن تتراجع مهارات الطفل اللغوية والاجتماعية تدريجيا مع الوقت.
– اضطرابات التطور غير النمائية: يشمل هذا النوع الحالات التي لا تندرج تحت الفئتين السابقتين بوضوح لكنها تشترك في بعض الخصائص المماثلة لاضطرابات طيف التوحد.
– اضطراب التطور السريع: هو نموذج نادر يؤثر بشكل أساسي على الإناث، ويتميز بتراجع مفاجئ في المهارات الحركية واللغوية التي كانت موجودة من قبل.
– اضطراب التطور المتعلق باعتلال وظائف محددة: في هذه الحالة، يصعب على الأفراد التحدث في بعض الظروف أو الأماكن، رغم قدرتهم على التواصل بشكل طبيعي في مواقف أخرى.
هذه الأنواع المتعددة من اضطرابات طيف التوحد تُعرض التحديات والمزايا المختلفة للأفراد الذين يعانون منها.
متى يتم تشخيص التوحد وفي أي عمر؟
يمكن أن يتم اكتشاف اضطراب طيف التوحد في مراحل عمرية مختلفة، وتعتمد دقة وسرعة التشخيص على مجموعة من العوامل بما فيها ظهور الأعراض ووضوحها.
في مرحلة الطفولة المبكرة، قد يُلاحظ على بعض الأطفال سلوكيات تدل على التوحد كالانسحاب من التفاعلات الاجتماعية ومواجهة تحديات في الاتصال الكلامي أو الجسدي، والتكرار المستمر لبعض الأفعال. هذه العلامات قد تُمكن الأخصائيين من تحديد الحالة مبكرًا.
أما في الطفولة المتأخرة أو المراهقة، قد يستغرق التشخيص وقتًا أطول بسبب عدم وضوح الأعراض أو بسبب خصائص نمو الطفل التي تخفي بعض هذه العلامات. في هذه الفترة، يمكن أن يظهر التوحد بشكل مختلف قليلاً مما يتطلب دراسة أعمق وتقييم مستمر.
بالنسبة للبالغين، قد يكتشف البعض أنهم على طيف التوحد بعد مواجهة تحديات في التواصل الاجتماعي أو بعد البحث عن تفسيرات لبعض تصرفاتهم التي لم يتم تفسيرها سابقًا. في بعض الحالات، قد لا يتم تشخيص الفرد إلا في مرحلة البلوغ بعد تجاوز سنوات من التحديات دون تشخيص صحيح.
مقاييس تشخيص التوحد
تُستخدم مجموعة متنوعة من الأدوات التقييمية بهدف التعرف على وجود اضطراب طيف التوحد وتحديد شدته في الأفراد، سواء كانوا أطفالاً أم بالغين. يعمل هذه الأدوات على فحص الخصائص السلوكية والمهارات التواصلية والاجتماعية.
من بين هذه الأدوات، يُعد المقياس الذي تطوره الجمعية الأمريكية للاضطرابات النفسية للأطفال والبالغين، ويتضمن تقييمات عبر سلسلة من الأنشطة المصممة خصيصًا لتقصي السلوكيات المتعلقة بالتوحد وقدرات التواصل الاجتماعي.
أما مقياس تقدير السلوك، فهو يركز على ملاحظة وتسجيل السلوكيات النمطية والتكرارية التي قد تظهر عند المصابين بالتوحد، سواء كانوا أطفالاً أو بالغين.
في حين يهدف مقياس اضطراب التطور السريع إلى فحص الأطفال عبر استجابتهم لمجموعة من الأسئلة المتعلقة بالتكرار والروتينيات اليومية.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد مقياس التطور الاجتماعي والاستجابة، الذي يُعد أداة فحص أولية يملأها الوالدان ويساعد في تقديم معلومات حول سلوكيات ومهارات التفاعل الاجتماعي للطفل.
أخيرًا، يُستخدم مقياس خاص بالبالغين لتقييم الأشخاص البالغين المشتبه بهم، مما يساعد في التعرف على مستوى الاضطراب وتحديد الحاجة للخضوع لتقييمات أدق وأشمل.
أعراض وسمات الإصابة بالتوحد
- يواجه الطفل صعوبة في تنسيق حركات جسده بطريقة صحيحة.
- يعاني الطفل من التيبس عند محاولته حمل أغراض ما، وغالبا ما يسعى لتركها.
- يظهر الطفل كأنه لا يسمع ولا يستجيب لنداء اسمه أو الأصوات المحيطة به.
- يجد الطفل المتأثر بالتوحد صعوبة في تقليد الأفعال البسيطة التي يقوم بها أقرانه من نفس عمره.
- تُلاحظ علامات تباطؤ أو توقف في تطور مهارات التواصل اللغوية والغير لغوية عند الطفل.
أسباب مرض التوحد
- تعود بعض العوامل البيولوجية للتوحد إلى مشاكل قد تحدث أثناء الحمل أو الولادة، مثل تعرض الأم لمضاعفات تؤدي إلى نقص الأوكسجين، أو إصابتها بعدوى، كالحصبة الألمانية، أو مشاكل تتعلق بالتهابات دماغية، بالإضافة إلى معوقات قد تصاحب مرحلة الرضاعة.
- العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا في التوحد، حيث تشير دراسات متعددة إلى وجود ارتباط بين التوحد وتغييرات أو طفرات معينة في الكروموسومات.
- يرتبط التوحد أيضًا بوجود اضطرابات في النظام العصبي.
- كما قد يكون هناك خلل في عمليات الإدراك.
- بالإضافة إلى بعض العوامل الأسرية والنفسية التي قد تؤثر على ظهور أعراض التوحد.