حساسية الجلد عند الاطفال

حساسية الجلد هي من بين أشهر المشكلات التي يواجهها الأطفال. تظهر الأبحاث، كما تنوه مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بأن هذه الحالة تصيب الأطفال الصغار بنسبة أكبر مقارنةً بالأكبر في العمر. من الضروري جداً مراقبة أي تغيرات غير اعتيادية على بشرة الطفل والتعامل معها بسرعة لتجنب أي تعقيدات قد تنشأ. كما يجب اتخاذ خطوات وقائية للمساعدة في منع ظهور أعراض حساسية الجلد مرة أخرى.

أنواع حساسيّة الجلد عند الأطفال

الإكزيما هي مشكلة جلدية ينتج عنها ظهور طفح جلدي في مناطق متعددة مثل الوجه والرأس، ويمكن أن ينتشر إلى الذراعين والجذع. أكثر ما يميز هذه الحالة هو الجلد الجاف والمتهيج. الأسباب الدقيقة للإصابة بالإكزيما غير محددة بعد، لكنها تتكرر بشكل خاص بين الأطفال الذين يعانون من الربو، حساسية الطعام، أو لديهم تاريخ عائلي مع هذا المرض. الدراسات توضح أن حوالي 10٪ من الأطفال حول العالم يصابون بها.

طفح الحرارة هو شكل آخر من الطفح الجلدي يتميز بظهور بقع أو بثور حمراء صغيرة في المناطق المغطاة بالملابس أو حول ثنيات الجلد مثل الرقبة، المرفقين، الإبطين، أو الفخذين. السبب وراء هذا الطفح هو انسداد الغدد العرقية الذي يمنع العرق من التبخر من الجلد. هذا النوع من الطفح يظهر عادة لدى الرضع والأطفال الصغار.

التهاب الجلد التماسي التحسسي يحدث عندما يتعرض الجلد لمواد تثير ردة فعل تحسسية، مما ينتج عنه طفح جلدي وتقشر. في مثل هذه الحالات، من المهم استشارة طبيب لتحديد المادة المسببة للحساسية وتجنب التعرض لها مستقبلاً.

أعراض الإصابة بحساسية الجلد

لدى الأطفال قد تظهر بعض العلائم التي تشير إلى وجود حساسية جلدية. هذه العلائم يمكن أن تختلف بين الخفيفة وحتى الشديدة. إذا لاحظت أن طفلك يعاني من ردود فعل تحسسية تتجاوز كونها معتدلة أو يبدو أن هناك أعراض مقلقة، فمن المهم جداً البحث عن مشورة طبية فوراً. العلائم التي يجب مراقبتها تتضمن:

في الحالات الخفيفة أو المعتدلة:
– ظهور احمرار على الجلد.
– حدوث تورم خفيف.
– الشعور بانسداد الأنف أو جريان الأنف.
– حدوث عطاس.
– الإحساس بحكة في العيون أو دموعها.
– ظهور بثور أو نتوءات على الجلد في أي منطقة.

أما في الحالات الشديدة فتشمل:
– تورم في الفم أو اللسان.
– صعوبة أثناء البلع.
– مواجهة مشاكل في التنفس.
– الشعور بألم في البطن.
– الشعور بالغثيان والرغبة في القيء أو حدوث إسهال.
– تجربة الدوار أو الإغماء.

في جميع الحالات، يعد الكشف المبكر والتشخيص الدقيق من الخطوات المهمة لضمان تلقي العلاج المناسب والتقليل من أي تأثيرات محتملة على صحة الطفل.

علاج حساسية الجلد لدى الأطفال

في حالات قصوى، قد يحتاج الشخص إلى استعمال أدوية يحددها الطبيب مثل مضادات الهيستامين.

الشرى يميل إلى أن يكون حالة مؤقتة لا تستدعي تدخلات طبية كثيرة. في الغالب، تزول الأعراض من دون تدخل، وقد تقل الحكة بتبليل الجلد بماء دافئ خلال الاستحمام. من الممكن أن ينصحك الطبيب بمرهم كالامين للتطبيق الموضعي.

في ما يتعلق بالإكزيما، الهدف الرئيسي من العلاج هو تفادي أي شيء يمكن أن يثير الحالة. استخدام أدوية مثبطة للمناعة قد يكون فعالاً في التحكم بأعراض الإكزيما، ومن الشائع استخدام مضادات الهيستامين قبل النوم للمساعدة في التخلص من الحكة.

نصائح للوقاية من حساسية الجلد عند الأطفال

• • احرص على الابتعاد عن أي مواد قد تسبب الحساسية للوقاية من حدوث التهابات تحدث بشكل متكرر.

• • من المهم تجنب الأطعمة التي يمكن أن تسبب حساسية للأطفال، ومن الضروري استشارة الطبيب قبل تقديم أطعمة مثل البيض والأسماك وفول الصويا للطفل.

• • في حال تأكدت حساسية الطفل لطعام محدد، يجب على الأمهات المرضعات التفكير في الامتناع عن تناول هذا الطعام.

• • احرصي على نظافة الحيوانات الأليفة والسجاد في المنزل للتقليل من الحساسية التي قد تسببها عث الغبار.

• • ينبغي الحذر لتجنب تعرض الطفل للمعادن كالنيكل التي قد تتسبب في التهاب جلدي ناتج عن التماس.

• • من الجيد التحدث مع طبيب الأطفال حول إمكانية الاحتفاظ بأدوية طارئة في المنزل لاستخدامها في حال الإصابة بتفاعلات حساسية.

أسباب حساسية الجلد عند الأطفال من الأكل

عندما يظهر على الأطفال أعراض حساسية الجلد بعد تناول الطعام، يكون ذلك مؤشراً على أن الجهاز المناعي للطفل يتعامل مع بعض الأغذية على أنها عناصر غير مرغوب فيها ويشكل خطراً على جسمه. يبدأ الجهاز المناعي في هذه الحالة بإنتاج أجسام مضادة محددة لمواجهة هذا الطعام، مما يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية مثل الهيستامين، الذي يمكن أن يسبب عدة أعراض بما في ذلك الطفح الجلدي.

توجد بعض الأطعمة التي تكون غالباً مسؤولة عن تحفيز ردود الفعل التحسسية لدى الأطفال، وتشمل هذه الأطعمة الحليب، منتجات الألبان، البيض، القمح ومشتقاته، الصويا، المكسرات بمختلف أنواعها، الفول السوداني، الأسماك والمحار.

عند الشك بوجود حساسية غذائية تسبب الطفح الجلدي للطفل، غالباً ما يمكن للأطباء التعرف على ذلك من خلال مجرد النظر إلى الأعراض الموجودة على جسم الطفل. بالإضافة إلى ذلك، قد يسأل الطبيب عن التاريخ الطبي للطفل والتعرض للمواد المحتملة المسببة للحساسية بما فيها الأطعمة.

لتأكيد التشخيص، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض الفحوصات مثل اختبارات دم، تحاليل حساسية، واختبارات أخرى لنفي وجود أمراض قد تكون السبب وراء الأعراض.