شكل الجنين في الشهر الثامن بالسونار

في بداية الشهر الثامن من الحمل، يصل حجم الجنين إلى مقارنة بحجم جوز الهند، حيث يبدأ جلده بتخزين الدهون ويغطي شعر رأسه رأسه بشكل متزايد. كما يمارس الجنين حركة مص إصبعه، مما يدل على استعداده لعملية الرضاعة المستقبلية.

في الأسبوع الذي يليه، تستمر عملية نمو الجنين بظهور الأظافر وتكامل الهيكل العظمي على الرغم من بقائه مرنًا. اقتراب الوقت أيضًا لاكتمال نمو الرئتين، مما يعزز من قدرته على التنفس بشكل مستقل بعد الولادة.

في الأسبوع الثالث، يظهر نشاط ملحوظ للجنين من خلال ركلاته القوية واستخدامه لحواسه المتطورة كالبصر، كذلك يختبر مراحل النوم العميق. تتكامل في هذا الوقت مرحلة تخزين الدهون تحت الجلد مما يؤدي إلى تحسن مظهر الجلد. العظام تبدأ في التقوى مع استثناء الجمجمة لتسهيل عملية الولادة. يصبح حجم الجنين مماثلًا لفاكهة الأناناس.

وبحلول نهاية الشهر الثامن، يكون نمو الرئتين قد اكتمل بنجاح، مما يمهد الطريق لتنفس الجنين خارج الرحم. يشهد الجهاز العصبي تطورًا كبيراً يؤهل الجنين لتجاوبه مع المؤثرات الخارجية، كما يكتمل نمو الشعر والعيون التي تصبح قادرة على الاستجابة للضوء. في حالة الجنين الذكر، تتحرك الخصيتان لتحتل مكانهما الصحيح في هذه المرحلة.

وزن الجنين في الشهر الثامن

خلال الشهر الثامن من الحمل، يمر الجنين بمراحل نمو مفصلة، حيث تتطور أوزانهم وأطوالهم بشكل متسارع. في البداية، في الأسبوع الأول، يزن الجنين تقريباً بين 1.6 و1.8 كيلوغرام ويصل طوله إلى حوالي 40 سم، مسجلاً بداية مرحلة نمو هامة.

مع الانتقال إلى الأسبوع الثاني، يلاحظ زيادة في الوزن ليصل بين 1.8 و2 كيلوغرام بينما يتجاوز طوله قليلاً 40.6 سم، مقدماً لنا مثالاً يمكن مقارنته بطول ورقة اللفت. تتواصل عملية النمو هذه حتى الأسبوع الثالث، حيث تشهد وزن الجنين متراوحاً بين 2 و2.3 كيلوغرام وطول يقرب من 42 سم. وأخيراً، في الأسبوع الرابع والأخير من هذا الشهر، يصل وزن الجنين إلى ما بين 2.3 و2.5 كيلوغرام، ويمتد طوله ليصل إلى 44.5 سم، مما يمثل تقدماً مهماً في رحلة نمو الجنين قبل الولادة.

وضعية الجنين في الشهر الثامن

في الشهر الثامن من فترة الحمل، يفضل أن يكون الجنين قد اتخذ وضعاً بحيث يكون رأسه متجهاً نحو الأسفل استعداداً لعملية الولادة. هذا الوضع يسهل من عملية خروج الطفل عبر قناة الولادة بشكل طبيعي. على الرغم من ذلك، قد يحدث أن يبقى رأس الجنين متجهاً للأعلى، وهي حالة تعرف بالوضعية المقعدية. لا يجب أن يكون هذا مصدر قلق كبير لأن هناك فرصة بأن يغير الجنين من وضعه قبل موعد الولادة.

خلال هذا الشهر أيضاً، من الممكن للأم أن تلاحظ زيادة في حركة جنينها، كالرفس، مما يعكس صحته الجيدة ونموه المتزايد. بالمقابل، قد تشعر الأم بتناقص في حركة الجنين تدريجياً، وذلك نظراً لكبر حجمه وقلة المساحة المتاحة له للتحرك داخل الرحم.

حركة الجنين الذكر في الشهر الثامن

مع تطور نمو الجنين وزيادة صلابة عظامه، يصبح قادرًا على الحركة بشكل أكبر، مما يعني أن الأم قد تشعر بتحركاته بشكل أكثر وضوحًا. هذه الحركات تصبح أكثر كثافة خلال الشهر التاسع، وعادة ما تلاحظ الأمهات تعبًا وإرهاقًا متزايدًا نتيجة لذلك. في الأسبوع الواحد والثلاثين من الحمل، يصل طول الجنين إلى 42 سنتيمتر ووزنه يقارب 1.6 كيلوغرام، حيث يبدأ جسمه في تخزين الدهون بكميات أكبر. الأم قد تلاحظ ازدياد حركة الجنين، وخصوصًا خلال الليل، الأمر الذي قد يؤدي إلى إيقاظها. لمراقبة حالة الجنين والتأكد من صحته، قد تتبع الأم جدولًا معينًا لملاحظة حركاته.

مع التقدم في الأسابيع، تزداد حاجة الأم إلى الكالسيوم لدعم قوة عظام جنينها. الأم قد تعاني من الشعور بحرقة في المعدة أو آلام في الظهر، ويُنصح بتناول وجبات خفيفة للتخفيف من الحرقة. في الأسبوع الثاني والثلاثين، يصل طول الجنين إلى 43 سنتيمتر ووزنه إلى ما يقرب من 1.8 كيلوغرام. يستمر الجنين في النمو، مع بداية تكوّن الشعر والأظافر وتحول الغضاريف إلى عظام صلبة. ترتفع نسبة الدم لدى الأم بنحو 50%، مما يوفر التغذية اللازمة للجنين ويدعم نموه.

في الأسابيع اللاحقة، وخصوصًا مع اقتراب الولادة، يزداد وزن الجنين ويستعد جسمه للحياة خارج الرحم. يتطور جهازه المناعي عبر نقل المضادات الحيوية من دم الأم إلى جسمه، ويصبح قادرًا على النوم وحتى الحلم. الأم قد تواجه بعض التحديات مثل تورم الوجه واليدين والأقدام، وعليها اتخاذ الراحة بانتظام واستشارة الطبيب إذا ظهرت أي علامات مقلقة. العناية بالصحة والمتابعة المستمرة مع الطبيب ضرورية لضمان صحة الأم والجنين.

الشهر الثامن من الحمل والجماع

العلاقة الحميمة تعتبر آمنة خلال أشهر الحمل المختلفة، وذلك يشمل حتى الشهر الثامن، إلا في حال وجود توجيهات مختلفة من الطبيب. يوجد بعض الظروف التي قد تستلزم الامتناع عن ممارسة الجماع، وهي:

– وجود مشكلات صحية في منطقة عنق الرحم.
– الحمل بأكثر من جنين، مثل الحمل بتوأم.
– تحرك المشيمة من مكانها الطبيعي.
– إذا كانت هناك تجارب سابقة للولادة في وقت مبكر من الحمل.
– النزيف المهبلي دون معرفة الأسباب.
– تسرب السائل الأمنيوتي.

كما يُشدد على ضرورة تجنب استخدام السدادات القطنية، والإمتناع عن العلاقات الحميمة، أو أي فعاليات تزيد من فرص دخول البكتيريا إلى المهبل، خصوصًا بعد بدء تسرب المياه المحيطة بالجنين.

نصائح للحامل في الشهر الثامن

خلال الشهر الثامن من الحمل، تستطيع الحامل تحسين صحتها وراحتها من خلال بعض العادات البسيطة:

– تطبيق تمارين التنفس لمساعدتها على الشعور بالراحة أكثر وتقليل شعور ضيق التنفس الذي قد يظهر في هذه الفترة.
– التركيز على تمارين كيجل؛ لها أهمية خاصة للمساعدة في تقليل مشكلات التحكم بالبول.
– العناية بالنظام الغذائي، بإدراج كميات كافية من السوائل والألياف للتخفيف من الإمساك والبعد عن الأطعمة التي قد تؤدي للحرقة أو عسر الهضم.
– الاستلقاء على الجانب الأيسر يساعد في التقليل من الألم الناتج عن عرق النسا، مع اعتماد وضعية ثني الركبة لتقليل الإحساس بالألم.
– اتخاذ إجراءات لتقليل الشعور بالقلق والتوتر، فهما يؤثران بشكل غير مباشر على صحة الجنين.
– رفع الساقين أعلى من مستوى القلب بضع مرات في اليوم يساعد في الحد من تورم القدمين، الذي يعد من الشكاوى الشائعة في هذه المرحلة.

هذه النصائح العملية تهدف لتوفير دعم شامل للحامل، مساعدتها على التعامل مع تحديات الشهر الثامن براحة أكثر.