مشاعر الدونية والنقص مرتبطة بشكل وثيق بمدى ثقة الإنسان بنفسه والتي بدورها يتم بنائها من خلال معرفة الإنسان لقدره وقيمته وعدم مقارنة نفسة بالآخرين.
وفي هذا المقال سنتعرف على دور الثقة بالنفس في تحسين الصحة النفسية وعلاج عقدة الدونية وأهم النصائح لمواجهة مشاعر الخوف من الفشل أو الرفض التي تقيد الفرد وتؤثر بشكل كبير على علاقاته الاجتماعية، وعلاج الشعور بالدونية عبر تطوير الثقة بالنفس.

ما هي مشاعر الدونية وكيف تؤثر على حياة الفرد؟
مشاعر الدونية هي شعور الفرد بالنقص وأنه أقل من الآخرين وليس بالكفاءة الكافية لينافس غيره وقد تكون هذه المشاعر صحية في بعض الحالات إذا استخدمها الشخص في تطوير ذاته وتحسين مهارته.
ولكن إذا كانت المشاعر الدونية تسيطر عليه وتسبب له المشاكل وتقلل من جودة حياته أو تعيق تقدمه على المستوى الشخصي أو المهني فيحب أن يتم التعامل معها بالطرق المتاحة لذلك لكي يتجنب الشخص تفاقم الوضع والتسبب في مشاكل نفسية.
تأثير المشاعر الدونية على حياة الفرد
- الثقة بالنفس: عدم القدرة على اتخاذ القرارات أو الشك في امتلاك المهارات اللازمة لاتخاذ القرارات.
- العلاقات الاجتماعية: الشخص الذي يشعر بالدونية أو النقص يميل إلى عدم التفاعل مع الأشخاص الآخرين وتجنب المناسبات الاجتماعية، وفي التعامل يميل إلى أن يكون تابع للآخرين ويسعى لإرضاء الآخرين على حساب نفسه.
- التأثير على الأداء المهني: عدم إبداء الرأي للخوف من التعرض إلى النقد أو السخرية والشعور أنه أقل من الآخرين مهما كانت مهاراته وقدراته أفضل من غيره، مما يعمل على عدم اغتنام الفرص وبالتالي عدم التطور المهني أو الدراسي.
- المشاكل النفسية: الشعور بالضغط النفسي وزيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق وعدم التعامل مع هذا الشعور يجعل من الصعب التخلص من الشعور بالنقص والدونية.
- تأثر جودة الحياة: التركيز على ما لم يتم تحقيقه فقط وعدم تمكن الفرد من الاستمتاع بالنجاحات التي أنجزها والشعور بالرضا والاستحقاق ودائمًا ما ينسب نجاحه وتفوقه لمساعدة الآخرين أو الحظ أو غيرها من الأسباب دون الاعتراف بقدراته ومهارته.
كيف يمكن للثقة بالنفس أن تساهم في علاج مشاعر الدونية؟
تعتبر الثقة بالنفس هي خط الدفاع الأول عند مواجهة مشاعر الدونية والنقص وبدء رحلة التعامل معها، تعمل الثقة بالنفس على:
- إدراك قيمة نفسك والتوقف عن المقارنة بالآخرين.
- تجنب حدوث عزلة اجتماعية والتمكن من التواجد والحضور في المناسبات الاجتماعية دون التضرر من ذلك.
- مواجهة الفشل والنظر إليه أنه وسيلة للتعلم وليس علامة على عدم الكفاءة.
- القدرة على التطوير المهني والشخصي وانفتاح الطريق أمامك للتعلم دون وجود قيود نفسية.
- الانفتاح على تكوين العلاقات الاجتماعية لأن الثقة بالنفس تعمل على تقليل الاعتماد على الآخرين.
ما هي الخطوات العملية لتعزيز الثقة بالنفس والتغلب على مشاعر الدونية؟
بناء الثقة بالنفس يساعد بشكل أساسي في معالجة المشاعر الدونية وحتى يتم البدء في رحلة تعزيز الثقة بالنفس لعلاج مشاعر الدونية بفعالية
يحتاج ذلك إلى اتباع الخطوات التالية:
- معرفة نقاط الضعف والقوة والمهارات والتركيز على النجاحات والإنجازات الخاصة بك مهما كانت صغيرة.
- محاولة تعلم مهارات جديدة تعمل على زيادة ثقتك بنفسك وزيادة قدرتك على التعامل مع الحياة.
- الحد من مقارنة نفسك بالآخرين وترسيخ فكرة أن قيمتك لا تحدد حسب قيمة الآخرين.
- مواجهة الخوف من التواجد في المناسبات الاجتماعية وتعلم التواصل بثقة خطوة بخطوة دون أن تتملكك مشاعر الخوف والقلق من التعرض للتقليل أو السخرية.
- الاهتمام بممارية الرياضة يعمل على تحسين صورة الجسد ويحسن من الحالة النفسية وبالتالي زيادة الثقة بالنفس.
- التواجد مع أشخاص يقدمون لك الدعم المطلوب ويشجعوا على بناء الثقة بالنفس والإيجابية.
- عند الحاجة يمكنك الاستعانة بمختص نفسي يساعدك على وضع الاستراتيجيات اللازمة لمواجهة مشاعر الدونية بشكل فعال.

كيف يؤثر نقص الثقة بالنفس على العلاقات الاجتماعية؟
في حالة سؤالك كيف تساعد الثقة بالنفس في التغلب على الشعور بالدونية فالثقة بالنفس هي المفتاح الرئيسي للمعاملات الاجتماعية لذا فإن عدم شعور الشخص بالثقة بشكل كافي فإنه يؤثر بشكل كبير على العلاقات الاجتماعية، مثل:
- صعوبة تكوين صداقات جديدة لعدم القدرة على التصرف بشكل طبيعي مع الأشخاص المحيطين وصعوبة التعبير عن الذات والخوف من الرفض.
- اختيار الفرد أن يكون تابع لأحد لخوفه من التعرض للنقد أو السخرية عندما يقوم بإبداء رأيه.
- الاعتمادية المفرطة على الآخرين لشعور الفرد أنه لا يستطيع تحمل المسؤولية مما يشعر الآخرين بالضغط.
- عدم القدرة على التعبير عن الاحتياجات والمشاعر مما يعمل على صعوبة التواصل في العلاقات القائمة وحدوث سوء تفاهم مما يؤثر على قوة العلاقة.
- وجود الشك بشكل مستمر في العلاقة وبالتالي زيادة المشاكل والغيرة والخوف الدائم من فقدان الشريك.
- الميل إلى العزلة الاجتماعية وتجنب التعامل مع الآخرين ممل يقلل التفاعلات الاجتماعية.
هل يمكن للعلاج النفسي أن يساعد في بناء الثقة بالنفس لعلاج الشعور بالدونية؟
نعم، يعمل العلاج النفسي على بناء الثقة بالنفس والتخلص من مشاعر الدونية بفاعلية ويمكن ذلك من خلال:
- معرفة السبب الجذري وراء الإحساس بعدم الثقة بالنفس من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها حتى تتمكن من تحديد طريقة العلاج المناسبة.
- محاولة تعديل طريقة التفكير والتخلص من الأفكار السلبية واستبدالها بإيجابية.
- العمل على مواجهة المواقف التي كان يتجنبها الفرد لشعوره بالدونية وانعدام الثقة بالنفس.
- المساعدة في تعلم المهارات الجديدة والتشجيع على تطوير وتحسين الذات.
- وضع أهداف صغيرة قابلة للتحقيق يساعد بزيادة الإحساس بالإنجاز مما يعمل على زيادة الإحساس بالثقة بالنفس.

ما هو دور البيئة الاجتماعية في دعم تعزيز الثقة بالنفس وعلاج مشاعر الدونية؟
البيئة الاجتماعية تساعد في دعم وتقوية الثقة بالنفس لدى الفرد والتغلب على مشاعر الدونية وذلك على عدة أصعدة منها:
- العائلة: تعتبر العائلة هي مصدر الأمان الأول لدى الفرد، والنشأة في بيئة أسرية داعمة تساعد في تشكيل شخصية الفرد وبناء ثقته بنفسه.
- الأصدقاء: وجود شبكة أصدقاء داعمة وإحاطة الفرد نفسة بأشخاص إيجابيين ويساعدون على تطوير الذات والتعامل باحترام.
- بيئة العمل: التواجد في مكان عمل يقدم الاحترام بين زملاء العمل ويعمل على الاعتراف بالجهود وتقديم المكافآت يساعد في توليد الإحساس بالكفاءة والتقدير والثقة بالنفس.
- المجتمع: المجتمعات التي تعمل على مقارنة الأشخاص ببعضهم البعض تزيد من إحساس الأفراد بالنقص وعدم الكفاءة على عكس المجتمعات التي تشجع النجاحات وتحترم قيمة الفرد تشجع على الشعور بالثقة بالنفس.