غدر الصديق من الصدمات الصعبة التي قد يتعرق لها الفرد حيث أنها تتعلق بالثقة بالنفس والثقة بالآخرين لذا يجب التعامل معه بالطريقة الصحية والصحيحة لكي لا تتأثر الحياة الاجتماعية والصحة النفسية للفرد.
في هذا المقال سنتعرف على كيفية التعافي من غدر الأصدقاء وما هي الآثار التي قد تنتج من هذه التجربة وكيفية التعامل معها بشكل فعال لكي نتجنب العزلة الاجتماعية ومواصلة تكوين العلاقات والصداقات.

ماذا أفعل إذا غدر بي صديقي؟
غدر الأصدقاء من أصعب المشاعر التي قد يمر على الإنسان وخاصة إذا كان هذا الصديق مقرب بشكل كبير لك مما قد يشعرك بخيبة الأمل وأحيانًا قد تفقد الثقة بنفسك وتتملكك مشاعر الغضب أو الذنب، لذا إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها للتعامل مع غدر الصديق:
- تقييم الموقف: عليم تحليل الموقف الذي أدى إلى غدر صديقك والحكم بموضوعية دون أن تلوم نفسك بشكل مبالغ به أو ترمي الحمل بالكامل على صديقك، وتحديد إذا كان هذا الموقف مجرد سوء تفاهم أو لا.
- الاعتراف والتقبل: من أهم الخطوات هي أن تعترف بمشاعرك وتتقبل الوضع حتى لا يتفاقم الوضع نتيجة كبت المشاعر مما يعمل على زيادة المشاعر السلبية التي تواجهك.
- السيطرة على المشاعر: تجنب التهور والانفعال والقرارات الغير مدروسة وضبط النفس وتجنب سيطرة المشاعر السلبية على أفعالك.
- التواصل الفعال: تحدث مع صديقك بصراحة ووضوح لفهم الموقف وطرح التساؤلات لفهم وجهة نظره وتوصيل وجهة نظرك.
- وضع الحدود: عند تبين نية الصديق وأن تصرفاته بشكل متعمد وقلل الاحتكاك حتى لا يتكرر معك ولحفظ ماء وجهك.
- اعتني بنفسك: حاول بناء ثقتك بنفسك من جديد واشغل نفسك بممارسة الأنشطة والتمارين والهوايات واستثر وقتك في تطوير نفسك.
- استشارة مختص: في حالة أثرت هذه التجربة في نفسك ولم تستطع أن تتجاوز المشاعر السلبية الناتجة من هذا الموقف يجب عليك الاستعانة بمختص نفسي.
ما هي آثار صدمة غدر الصديق على النفس؟
توجد العديد من الآثار السلبية التي تنتج عن غدر الصديق ومنها:
- فقدان الثقة بالنفس: قد يشعر الفرد أنه غير مؤهل ليكون صديق ويبدأ في التشكيك في قدرته على التواجد مه أشخاص أو تكوين صدقات أو الحكم على الآخرين.
- فقدان الثقة بالآخرين: غدر أحد الأصدقاء بك يجعل من الصعب عليك أن تمنح ثقتك ومشاعرك لأحد آخر حتى لا تنتهي بكما العلاقة بنفس المصير مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية.
- الشعور بالغضب: عند الاعتراف أو تقبل الموقف قد تتراكم مشاعر الغضب أو الحزن الشديد الذي قد يخرج بعد ذلك على شكل نوبات من البكاء أو الانفعال والغضب.
- الضغط النفسي: التعرض لغدر صديق مقرب يجعلك تشعر بالتوتر والقلق والضغط النفسي الكبير الذي قد يؤدي إلى ظهور أعراض جسدية مثل الأرق والتعب والإرهاق.
- الشعور بالذنب: فقدان احترام الذات والشعور بالذنب وأنك المسؤول عن فشل علاقة الصداقة.
- الاكتئاب: عند عدم التعامل مع الأثر السلبي الناتج من هذه التجربة وتراكم المشاعر السلبية قد تجعل الفرد معرض أكثر للإصابة بالاكتئاب وعلى المدى البعيد قد يكون الفرد أكثر انطوائية.

ما هي أفضل النصائح لتخطي غدر الأصدقاء؟
إليك بعض النصائح التي سوف تساعدك في تخطي غدر الأصدقاء والمضي قدمًا في الحياة:
- التعلم والاستفادة من هذه التجربة والنظر إليها كفرصة للتطور والنمو النفسي والاجتماعي.
- اعط نفسك مساحة للشعور بالحزن والجرح حيث أن ذلك مرحلة من مراحل التعافي.
- عبر عن مشاعر ويمكنك ذلك من خلال تدوين وكتابة ما تمر به من مشاعر وألم.
- قيم العلاقات المختلفة في حياتك وأعد بناء هذه العلاقات تبعًا لمعاييرك وقيم ولا ترضى أن تتراخي وتتنازل عن ما تريد في سبيل رضاء الآخرين.
- السعي للحصول على الدعم سواء من الأصدقاء أو العائلة أو من مختص لمساعدك في رحلة التعافي من أثر هذه التجربة.
- التحرر من قيود المشاعر السلبية والغضب والحقد الناتج عن غدر الصديق ومحاولة تعزيز التسامح مع النفس ومعرفة أن التسامح لا يعني بالضرورة الغفران أو التماس الأعذار بل أنه فقط يعمل على تحررك من القيود التي تعمل على عدم السماح ك بالتقبل أو التخطي والتجاوز.
- استثمر وقنتك وجهدك في فعل نشاط أو هواية تفيدك وتجنب ذكر ذلك الصديق أو التعامل معه مرة أخرة لحفظ طاقتك ومشاعرك.
هل يمكن إعادة بناء الثقة بالآخرين بعد تجربة الغدر؟
نعم، يمكن للفرد أن يعيد بناء ثقته بالآخرين بعد تجربة غدر الأصدقاء حيث أنه من الصعب الانعزال المطلق عن الناس ولكن الموضوع يتطلب الكثير من الجهد والطاقة حتى تتعافى من هذه التجربة وأن تعطي الأمان للآخرين، ويجب عليك عدم تعميم صفة سيئة على جميع الأشخاص.
ومن المهم أن تترسخ فكرة أن هذه التجربة لا تحدد قيمتك وإنما هي مجرد انعكاس لقيم والصديق الغدار، لذا يجب علي تحديد مبادئك وقيمك والحفاظ عليها من التأثر نتيجة ما حدث وتحديد المعايير التي من خلالها ستتعامل مع الأشخاص الآخرين دون السماح لهم بالتأثير عليك سلبًا مرة أخرى.