الحفاظ على الصداقة الوفية من أكثر الأمور التي تتطلب الجهد الكبير لكي تتحقق، نظرًا لتغير الظروف المحيطة بالأفراد، مشاغل الحياة اليومية، تغير الأولويات، تغير الشخصية، ضغوطات العمل، وغيرها من العوامل التي قد تؤثر في ذلك.
في هذا المقال سنتعرف على الأسباب التي قد تعمل على بقاء الصداقة وكيفية التعامل عند الخلاف بطريقة لا تسبب تفاقم المشكلة وكذلك أهم النصائح لمعرفة الصديق الحقيقي والوفي.

كيف أحافظ على صداقات قوية ومتينة في ظل مشاغل الحياة؟
الأصدقاء من العلاقات المهمة في حياة الشخص والتي تعينه على مشاق ومصاعب الحياة إذا تم اختيار الأصدقاء الداعمين والأوفياء، ولكي تحافظ على علاقات الصداقة وتبقيها قوية ومتينة في ظل مشاغل الحياة عليك اتباع بعض النصائح منها:
- التواصل: حاول أنم تبقى على اتصال بأصدقائك وعند عدم التمكن من المقابلة وجهًا لوجه يمكن تنظيم الوقت لإرسال الرسائل أو التواصل عبر الهاتف حتى تتجنب القطيعة أو عدم المشاركة لأحداث الحياة الهامة الجيدة والسيئة.
- الصراحة: يجب أن تكون متفتح في احتياجاتك ومشاعرك وان تعبر عنها بوضوح لتجنب سوء الفهم الذي قد ينتج عنه مشاكل، حيث تعتبر الصراحة من أهم عوامل بناء الثقة بين الأشخاص.
- تقديم الدعم: التواجد في الأوقات الصعبة والشدائد من واجب الأصدقاء لذا مهما بعدت المسافة بينك وبين أصدقائك إذا أدرت إبقاء الود عليك أن تكون متواجد وليس فقط في الصعوبات بل وفي المواقف السعيدة التي تحتاج منك تشاركه.
- تجاوز الأخطاء: للبقاء على الصداقة يجب عليك من حين لآخر التغافل عن الذلات والخلافات الصغيرة بينك وبين أصدقائك ومحاولة التعامل معها بهدوء وعقلانية دون إقحام العاطفة دائمًا أو محاولة الانتصار وفرض الرأي.
- تقبل تغير العلاقة: يجب على الفرد أن يفهم حقيقة أن العلاقات في تطور مستمر وليس هناك علاقة ثابته بشكلها الذي بدأت به وذلك لعوامل مثل التقدم في السن وتغير الأولويات والاهتمامات والتطور الشخصي للأفراد لذا يجب لأن تتقبل أصدقائك وتتقبل انشغالهم في الحياة وتقدير الأوقات التي تجمعكما ومحاولاتكم في البقاء على الصداقة.
- الموازنة: حاول دائمًا أن تعمل على الموازنة بين حياتك الشخصية وحياتك العملية والمهنية وضع دائمًا الوقت للعلاقاتك ومعارفك للتواصل معهم حتى تتجنب الشعور بالضغط من الحياة أو العزلة مما يثير في نفسك المشاعر السلبية.
كيف أكشف عن الأصدقاء الأوفياء في حياتي؟
يمكنك معرفة ما إذا كان أصدقائك أوفياء أم لا من خلال التأكد من توفر بعض الصفات ومنها:
- الصديق الوفي يجب أن يكون صريح معك وصادق في كلامه وآرائه وتقديمه للنصائح ولا يجب أن يكون يخفي الحقائق أو الموافقة معك على أفعالك أو تصرفاتك دون أن يوجهك إلى الطريق الصحيح.
- الوجود في الشدائد والصعاب وألا يتركك في مواجهة الحياة بمفردك حتى إذا لم يستطع تقديم المساعدة بشكل ملموس فوجوده فقط وتقديم المساعدة المعنوية يساعد بشكل كبير.
- الصديق الوفي يبقى معك في الأمور الجيدة أو السيئة ويفي بوعوده تجاهك ويلتزم بعلاقة الصداقة ويتمنى لك الخير دائمًا.
- الثقة من أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في علاقة الصداقة حيث أن بدونها لن يقوم الطرفين بمشاركة أسرارهم أو حياتهم بشكل عام مما يؤثر على قوة العلاقة، لذا يجب أن يكون الصديق جدير بالثقة.
- تقبل الصديق وعدم المحاولة في التغيير من أفكارك أو آرائك بالقوة فقط لتتماشى معه.
- استمرار الصداقة رغم المسافات والوقت من الأشكال التي تؤكد أن هذه العلاقة حقيقية وأن الصديق وفي.
هل الصداقة الحقيقية تتطلب مجهود دائم؟
نعم، لا مفر من بذل الكثير من الجهد في علاقات الصداقة حتى تستمر وتبقى، حيث يجب أن يحافظ طرفي العلاقة على التواصل فيما بينهما لا يشترط أن يكون بشكل يومي ولكن يجب أن يحافظوا على طريقة تواصل دائمة.
وكذلك يتطلب بناء ثقة بين الطرفين بذل مجهود لكي حتى يشعر كلا الطرفين بالأمان والثقة للانفتاح للآخر، تقبل الصديق يحتاج مجهود لكي لا يجبره على التغيير في أفكاره وآراءه حتى يكون متوافق مع الأهواء الشخصية للفرد.
هذا وبالإضافة إلى مجهود الاهتمام بالعلاقة وحمايتها من تأثير الزمن والمسافات والتغييرات الشخصية ومحاولة تنميتها وتقويتها بصور أعمق كلما مر عليها الوقت.

تأثير الصداقة الوفية على الصحة النفسية
تعمل الصداقة على التأثير بشكل مباشر على الصحة النفسة للفرد لذا يجب عليك الاهتمام باختيار الصديق الذي ترافقه حيث أن اختيار الشخص الخطأ قد يكلفك صحتك النفسية، ومن التأثيرات للصديق الوفي على الصحة النفسية:
- التخفيف من مشاعر القلق: حيث أن الصديق يعمل على المساعدة من خلال مشاركة الصديق للهموم والمشاكل وتخفيف لحظات الضغط.
- تعزيز الثقة بالنفس: الصديق الوفي يساعد بشكل كبير في جعل الشخص يشعر بقيمة إنجازاته ونجاحاته مهما كانت صغيرة وزيادة تقديره لذاته.
- تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب: وجود أصدقاء داعمين وأوفياء ويستطيعون التعامل مع المشاكل والضغوطات التي يمر بها الفرد يعمل على حماية الفرد من الاكتئاب والعزلة الاجتماعية.
- تطوير وتحسين الشخصية: الصديق الوفي يحاول دعم صديقه حتى يتغلب على طباعة السيئة أو سلبياته والصراحة معه تساعد بشكل كبير في توضيح النقط التي يجب أن يعمل الفرد على تطويرها وتحسنها في شخصيته ولن بطريقة إيجابية وليس بغرض النقد الهدام.
كيف تحمي صداقتك من الخلافات والمشاكل اليومية؟
من الطبيعي حدوث المشاكل والخلافات في علاقات الصداقة وفي كثير من الأحيان تكون هي السبب في تقوية العلاقات وتفهم الطرفين لبعضهم البعض بشكل أعمق.
ولكن وجود المشاكل بشكل يومي قد يضعف قوة الرابطة ويؤثر سلبيًا على الصحة النفسية للفرد، لذا إليك بعض النصائح التي ستساعدك في تقليل وجود مشاكل بينك وبين أصدقائك:
- الشفافية: الوضوح في حقيقة المشاعر والاحتياجات عند حدوث المشاكل بدلًا من إخفائها حيث يعمل ذلك على تفاقم المشكلة وشعور كل طرف أن الآخر لا يفهمه.
- الإنصات: الاستماع كل وجهة نظر كل طرف دون محاولة السيطرة على النقاش أو إصدار الأحكام أو التقليل من رأي الآخر أو شعوره.
- الاحترام: بدون الاحترام تنهار العلاقات وليس فقط الصداقة لذا يجب على الطرفين إظهار الاحترام لبعضهم البعض أثناء الخلاف أو بدون خلاف حيث أن الكلام الجارح قد يسبب الضغينة في نفوس الأصدقاء.
- التوقيت: يجب اختيار الوقت المناسب لتسوية الخلافات وتجنب بدأها أمام الآخرين، وكذلك يجب ألا يكون أحد الطرفين تتملكه مشاعر غضب أو إرهاق ويبدأ الطرف الآخر النقاش في أمر قد يتسبب في مشاكل فيتطور النقاش إلى خلاف.
- الحدود: وضع الحدود وتوضيح ما هو مقبول وما هو غير مقبول يساعد في الحد من حدوث المشاكل والخلافات بين الأصدقاء.
- الاعتذار: في حالة الخطأ يجب عليك أن تقوم بالاعتذار وعدم الثبات أو المجادلة في الخطأ، حيث أن الاعتذار من الأمور التي تساعد بشكل كبير في إنهاء الخلافات.

أهمية الدعم المتبادل في استمرار الصداقة الوفية
الأخذ والعطاء من أهم أسباب استمرار العلاقات بمختلف أشكالها حيث أن الأخذ فقط يؤدي إلى شعور الطرف الآخر باستنزاف الطاقة وأنه مهما أعطى فلن يكون هناك مقابل، لذا يجب الموازنة بين الأخذ والعطاء وعدم ضمان وجود الصديق وما يعطيه واعتباره حق مكتسب دون العمل على رد المقابل.
تتمثل أهمية الدعم المتبادل في استمرار الصداقة في:
- تخفيف من حدة الضغوط النفسية والمشاكل التي تواجه الفرد.
- معرفة أنك لن تواجه الصعوبات في الحياة وحدك يبعث في النفس بعض الأمل والإيجابية.
- التشجيع على التطوير من النفس وتحقيق الإنجازات والنجاحات.
- مشاركة اللحظات السعيدة واحتفال الطرف الآخر بها يعمل على تقوية الرابطة بين الأصدقاء وكذلك التواجد في اللحظات السيئة.