لماذا يكره الناس المنافق؟
شخص المنافق يُعرف بإخفائه لحقيقته وظهوره بمظهر يتنافى مع ما يخفيه، فيتصنع الطيبة والأخلاق الحميدة ولكنه على النقيض تماماً في داخله، حيث يكون موجهًا نحو إلحاق الضرر بالآخرين والسعي وراء مصالحه الذاتية على حسابهم.
لا يحظى المنافقون بالقبول بين الناس لعدة أسباب:
1. خيانة الثقة: الثقة تعد ركيزة أساسية لأي علاقة بين الأشخاص. عندما يُظهر المنافق صفات مثل الأمانة والاستقامة ثم يخون هذه الثقة، يفقد احترام وثقة من حوله.
2. استغلال الآخرين: يتمادى المنافقون في استغلال الناس بغية تحقيق أهدافهم، فهم يتظاهرون بالعطف والمودة ولكن بدوافع أنانية لاستعمال الآخرين لمنفعتهم الشخصية.
3. نشر السلبية: يساهم المنافقون في نشر السلبية وإثارة النزاعات بين الأشخاص، مستغلين نقاط الضعف لدى الآخرين لفعل ذلك.
النفاق يترك آثاراً سلبية عميقة في المجتمع، مؤديًا إلى ترسيخ شعور بالشك وفقدان الثقة المتبادلة، بالإضافة إلى تعزيز الكراهية والانقسام.
تتعدد صور النفاق في حياتنا اليومية، بين أشخاص يدعون التدين دون اتباع حقيقي لتعاليم دينهم، أو الذين يظهرون الوطنية بينما تكون أفعالهم في خدمة مصالح أجنبية.
يمكن التعرف على المنافقين من خلال مراقبة أفعالهم، حيث يغلب عليهم الغرور والأنانية، ويحاولون دومًا إظهار أنفسهم بمظهر أفضل مما هم عليه فعليًا.
من الضروري الابتعاد عن النفاق والحرص على أن تكون علاقاتنا مبنية على الصراحة والثقة.
إذا كنت تود مشاركة رأيك حول سبب كره الناس للمنافقين أو لديك أي ملاحظات، فلا تتردد في التعبير عنها.

من أقسام النفاق
يُعرف النفاق بأنه ظاهرة تنقسم إلى نوعين رئيسيين: النفاق العظيم والنفاق الصغير.
فيما يتعلق بالنفاق العظيم، هذا النوع من النفاق يعتبر من أخطر الأنواع لأنه يصل إلى حد إخراج الفرد من دائرة الإيمان. هذا الشكل من النفاق يتضمن ادعاء الإيمان باللسان، بينما القلب ينكر ذلك تمامًا.
يتمثل في تظاهر الشخص بالإيمان بالله ورسائله واليوم الأخر، بينما في الواقع، هو لا يعتقد بهذه الأساسيات.
هذا الشخص قد يشارك في أنشطة دينية مثل الصلاة والصيام، مدعياً إيمانه، مشابهاً لتصرفات بعض الأشخاص في زمن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – الذين كانوا يظهرون الإيمان ويخفون الكفر.
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ).
في الإسلام، يوجد نوع من النفاق يسمى النفاق الصغير؛ وهذا النوع لا يؤدي إلى الخروج من دائرة الإسلام ولكنه يظهر في سلوك الفرد وأفعاله.
الشخص الذي يظهر هذا النوع من النفاق عادة ما يكون لديه بعض السلوكيات السلبية مثل عدم الصدق، التخلي عن الوعود، الغدر بالآخرين، أو الإهمال في أداء الصلوات والعبادات. هذه الأفعال تعكس ضعفاً في الإيمان والتزاماً ضعيفاً بتعاليم الدين الإسلامي.
وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر).
ما هو حكم النفاق؟
في البداية، يمكن تقسيم النفاق إلى نوعين رئيسيّين: نفاق يتعلق بالقلب، ويعتبر من صور الكفر، ونفاق يرتبط بالأفعال والسلوك، وهو يعد من أشكال المعصية.
خبراء الدين والعلماء أجمعوا على أن وجود صفة واحدة من صفات النفاق في الشخص لا يؤدي بالضرورة إلى تصنيفه ككافر أو مُخلّد في النار. هذه الصفات قد تظهر في المسلم، وهو ما يُظهره استفسار عمر، الصحابي الجليل، عن نفاق الأعمال، ليس نفاق الكفر.
بالإضافة إلى ذلك، وجود صفة واحدة أو أكثر من هذه الصفات في الشخص لا يجعله منافقًا في دين الإسلام بشكل تام.
أسباب النفاق
النفاق ينبع من أسباب مختلفة التي تجعل الشخص يظهر بشكل غير صادق، مرتديًا قناعًا يخفي حقيقة مشاعره وأفكاره. من العوامل التي تساهم في ظهور النفاق:
أحد الأسباب الرئيسية لغزو النفاق للقلوب هو الإغراءات والأفكار المضللة التي تختبر صدق إيمان الناس، معتبرةً طريقة للفرز بين المؤمن الحقيقي ومن يزعم الإيمان دون أن يعيشه بصدق.
الغواية بمتاع الدنيا ولذاتها قد تدفع البعض إلى الانحراف عن صراط الصدق، كما في حالات بعض الأشخاص في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين تظاهروا بالإيمان بينما قلوبهم معلقة بأمور أخرى، مثل الثروة والمغانم.
الطموح للحصول على مناصب عالية أو الخوف من فقدان نعمة ما، قد يجعل البعض ينافقون، متظاهرون بالإيمان والتقوى لضمان موقعهم أو استمرارية نعمة معينة دون أن يفقدها.
علاوة على ذلك، قد تدفع الرغبات الزائدة الإنسان إلى الابتعاد عن العبادة وتملأ قلبه بالرياء والظاهر الخادع، خاصةً تلك الرغبة في التمسك بالحياة ومتعها، مما يؤدي إلى إدعاء الإيمان خوفاً من الأذى.
هذه الأسباب تشير إلى أهمية الصدق والإخلاص في الإيمان، وضرورة مراعاة القلب وما يملؤه، لتجنب سقوط في النفاق.
ما هو علاج النفاق؟
عن الحسن البصري قال عن النفاق: (مَا خَافَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلاَ أَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ).
يمكن للإنسان أن يحمل صفات غير مرغوبة كالنفاق دون أن يدرك ذلك. من الأهمية بمكان أن يراجع الإنسان نفسه دوريًا لتجنب أو التخلص من هذه الصفات. الكذب، الغدر، خيانة الثقة، وعدم الوفاء بالوعود هي بعض مظاهر النفاق. أما الحرص والخوف من الوقوع في النفاق فهي مؤشرات على قوة الإيمان.
إذا كان الشخص يجمع كل صفات النفاق، يصبح نموذجًا للنفاق. وفي حالة وجود صفة واحدة من تلك الصفات في شخص، يشير ذلك إلى تداخل الإيمان والنفاق فيه. إذا لم يُسارع بمعالجة هذا، قد تتطور هذه الصفات وتتراكم. لهذا ينبغي الابتعاد عنها لحماية الإيمان من الاندثار.
للتخلص من النفاق، يجدر بالإنسان أن يجتهد في ترك هذه الصفات، يتوب إلى الله ويسعى لتبني الأخلاق الحميدة التي تميز المؤمنين. هذه الطريقة تساعد في التخلي عن النفاق وتعزيز الإيمان.
وعلاج النفاق بيّن من قوله صلى الله عليه وسلم: (حتى يدعها) أي يدع صفات وعلامات النفاق. وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أدُلُّك على شيءٍ إذا فعلتَه ذهب عنك قليلهُ وكثيرهُ؟ قل: اللهم إني أعوذُ بك أن أشرِكَ بك وأنا أعلمُ، وأستغفِرُك لما لا أَعلمُ)