متى تظهر فائدة الحجامة؟
تُعد الحجامة طريقة قد يُعتقد بها لزيادة التوازن بين الطاقات المختلفة في الجسم، بما في ذلك الطاقة الإيجابية والسلبية. يَرى البعض أن هذا التوازن يمكن أن يُساعد الجسم على محاربة المرض، كما أنه يُحفز زيادة في تدفق الدم ويُساهم في تخفيف الألم.
من الجدير بالذكر أن الدلائل العلمية حول الوقت الذي قد يبدأ فيه الفرد بملاحظة التأثيرات المفيدة للحجامة غير وافرة. تُشير التوقعات إلى أن هذه التأثيرات قد تظهر بعد مرور أسبوع إلى أسبوعين من الجلسة، حيث يلاحظ الأشخاص تلاشي العلامات المتبقية من جلسة الحجامة ويبدؤون في ملاحظة تحسن حالتهم الصحية بشكل تدريجي.
ما هو الحجامة؟
انتشرت طريقة علاجية قديمة في أوساط بلاد العرب والمسلمين، تُعرف بالحجامة، وتبنى هذه الطريقة قديماً نخبة من العلماء كابن سينا والزهراوي وأبو بكر الرازي. مع الزمن، حازت هذه الطريقة على اهتمام واسع في الغرب، خاصة خلال فترة النهضة الأوروبية.
تعرف الحجامة بأنها نوع من أنواع العلاج البديل؛ حيث يتم استخدام أكواب خاصة يتم وضعها على الجلد في مواضع معينة، ثم يتم خلق فراغ بداخلها عن طريق الشفط أو الحرارة بغرض تخفيف الضغط. هذه الطريقة تستهدف تعزيز الصحة والوقاية من بعض الأمراض ومحاولة علاجها.
دواعي اجراء الحجامة
تساعد الحجامة في معالجة مجموعة متنوعة من الاضطرابات الصحية، وتشمل هذه:
– المشاكل المرتبطة بالعضلات والهيكل العظمي: يساهم هذا العلاج في تخفيف آلام مثل تلك الناتجة عن مشاكل الظهر، التهابات الرقبة المستمرة، التهاب الأوتار، مشاكل الركبة، آلام العضلات، آلام الدورة الشهرية، وغيرها من الحالات المشابهة.
– الأمراض الناتجة عن اضطرابات عصبية: يعالج من خلاله الصداع بأنواعه، آلام الأعصاب مثل ألم العصب الثلاثي التوائم، واضطرابات مثل متلازمة النفق الرسغي.
– مشاكل استقلابية: تساعد في حالات كزيادة الدهون بالدم، التهاب المفاصل النقرسي، وتحسين حساسية الأنسولين في مرضى السكري.
– أمراض الجهاز التنفسي: تخفيف أعراض مثل الحساسية الأنفية، الربو، والتهاب الشعب الهوائية.
– مشاكل القلب والأوعية الدموية: يمكن أن تخفف من ارتفاع ضغط الدم، مشاكل ضربات القلب، وأعراض فشل القلب.
– الإصابات بالعدوى الفيروسية والبكتيرية: كعلاج مساعد للحد من أعراض أمراض مثل التهاب الكبد الفيروسي وغيرها.
– أمراض المناعة الذاتية: يفيد في حالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض جلدية معينة كالبهاق.
– حالات خاصة: مثل التقليل من مشاكل السكري، مساعدة المرضى بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، وعلاج بعض المشاكل الجلدية مثل حب الشباب، والالتهابات الجلدية.
تقدم الحجامة طريقة بديلة للمساعدة في علاج هذه الاضطرابات، ما يجعلها خياراً يُستكشف بجانب العلاجات التقليدية.
افضل ايام الحجامة
يمكن تطبيق الحجامة بطريقتين؛ الأولى دون استخدام الماء وتسمى بالحجامة الجافة ويمكن إجراؤها في أي وقت مناسب. أما الثانية فتشمل استخدام الماء وتعرف بالحجامة الرطبة، وفي حالات الوقاية يُفضل تنفيذها في الأيام الفردية مثل السابع عشر، التاسع عشر، أو الحادي والعشرين من الشهر القمري. في المقابل، إذا كان الأمر يتطلب تدخلاً عاجلاً، فيمكن اللجوء إليها في الوقت الذي يُرى مناسبًا.
بالنسبة لعدة جلسات الحجامة المطلوبة، تختلف هذه الحاجة بناءً على الوضع الصحي للفرد. قد يكتفي بعض الأشخاص بجلسة واحدة إلى ثلاث جلسات، في حين قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مستمرة أو معقدة إلى عدد أكبر من الجلسات لتحقيق الفائدة المرجوة.
ما الفوائد المتوقعة بعد الحجامة؟
في هذا المقال، سنتحدث عن الحجامة وكيف تساهم في تحسين صحتنا. الحجامة هي تقنية تهدف إلى زيادة تدفق الدم في الجسم وتعزيز الدورة الدموية، مما يجعلها طريقة مساعدة في علاج مختلف الحالات الصحية.
من الأساسي فهم أن الحجامة ليست الخيار الأول للعلاج في العديد من الحالات الصحية. فهي تأتي لتخفف الأعراض المرافقة لبعض الحالات، ولكن لا تعتبر حلاً شافياً بذاتها. إليكم بعض الحالات التي قد تستفيد من الحجامة في تخفيف أعراضها:
– تشنجات وآلام العضلات.
– آلام متنوعة كآلام الظهر وآلام الركبة.
– الصداع النصفي والأوجاع في الوجه، مثل شلل الوجه.
– مشاكل في الدورة الدموية كارتفاع ضغط الدم.
– مشاكل تنفسية مثل السعال وضيق في التنفس.
– التعب العام وفقر الدم.
– مشاكل البشرة كحب الشباب والإكزيما.
– الشعور بالقلق والاكتئاب.
– بعض المشاكل الجسدية كالإصابات الرياضية وآلام الأكتاف والرقبة والتهاب المفاصل.
من المهم الإشارة إلى أن جميع الحالات المذكورة أعلاه تحتاج إلى تقييم طبي دقيق قبل اعتماد الحجامة كجزء من خطة العلاج. الحجامة يمكن أن تكون جزءًا من العلاج الشامل للجسم والعقل، ولكن يجب ألا تستخدم كبديل عن الرعاية الطبية المتخصصة، وخاصة في حالات تتطلب التدخل الطبي المباشر كسرطان عنق الرحم والهيموفيليا.
مواضع الحجامة
يُتّبع نفس الإرشادات بالنسبة لمكان وضع الحجامة بين النساء والرجال. الأماكن الآتية تُعدّ من أبرز المواضع التي تُجرى فيها الحجامة:
1. يجب اختيار الأماكن القريبة من الأنسجة التي تُعاني من المشاكل الصحية، وذلك لمساعدة الجسم على طرد المواد الضارة التي قد تسبب الأمراض. ويُفضّل اختيار مواضع الحجامة وفقًا لنوعية المرض وموقعه والفائدة التي يمكن أن تُقدمها الحجامة من خلال تنقية الدم والسوائل بين الخلايا. يُمكن أيضًا تحسين فاعلية الحجامة بتغيير مكان الكؤوس أو زيادة عددها أو حجمها، مع إمكانية زيادة الضغط بشكل محدود.
2. منطقة فوق الكتفين، تحديدًا الجزء العلوي من العمود الفقري مباشرةً.
3. جانبي العنق خلف منطقة الأذنين مباشرةً.
4. المساحة بين كلا الكتفين.
5. أعلى الرأس والمنطقة العلوية من الجمجمة، وينبغي حلق الشعر قبل البدء بالحجامة في هذه المنطقة للحفاظ على نظافتها وتعقيمها.
6. الجزء العلوي من الفخذ.
7. الجهة الخلفية للقدم.
تُعتبر هذه المواضع من الأماكن التي يُشاع استخدامها في الحجامة لما لها من دور فعّال في المساعدة على تخليص الجسم من المواد الضارة والتقليل من الأعراض المرضية.
أنواع الحجامة
في طريقة العلاج التقليدية التي تُعرف بالحجامة، يتم استخدام أكواب زجاجية تكون مفتوحة من جانب واحد لتطبيق العلاج. هذه الطريقة تأتي بصورتين رئيسيتين:
أولاً، الحجامة الجافة. في هذه الطريقة، يقوم المعالج بإحداث فراغ داخل الكوب عن طريق تسخينه من الداخل باستخدام قطعة قطن مشبعة بالكحول، مما يجذب الجلد للداخل نحو الكوب.
ثانياً، الحجامة الرطبة. في هذا النوع، يتم استخدام إبرة لعمل ثقوب دقيقة في الجلد. تجري هذه الخطوة قبل أو بعد وضع الكوب لتسهيل إخراج السموم من الجسم عبر هذه الثقوب الصغيرة.
الآثار الجانبية المتوقعة للحجامة
يجب الإشارة إلى أن استخدام أكواب غير معقمة قد يزيد من خطر العدوى، بما في ذلك انتقال فيروسات معينة مثل فيروس التهاب الكبد البائي والج. غالبًا ما تعتبر الحجامة طريقة علاجية آمنة عندما تتم تحت إشراف مختص مدرب. لكن، قد يواجه البعض بعض الآثار الجانبية في المنطقة التي تلامس الكوب الزجاجي والجلد وتشمل هذه الآثار:
– شعور بالانزعاج البسيط.
– حدوث حروق.
– ظهور كدمات.
– الإصابة بعدوى جلدية.
– الشعور بالغثيان.
– تورم في المنطقة.
– تغير لون الجلد.
– الشعور بالدوخة.
– آلام في العضلات.
من الضروري التأكد من تطبيق الحجامة بطريقة صحية وآمنة لتجنب هذه الآثار الجانبية.
أشخاص لا يجب أن يخضعوا للحجامة
يُعتبر الابتعاد عن تطبيق الحجامة ضروريًا لبعض الأشخاص الذين لا تتناسب حالتهم الصحية مع هذه الممارسة، وهم على النحو التالي:
الأطفال الصغار: لا يُنصح بإجراء الحجامة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات. ويُمكن للأطفال الأكبر سنًا تجربتها لكن لمدة قصيرة جدًا.
كبار السن يُواجهون خطرًا أكبر بسبب ضعف ورقة الجلد الناتجة عن التقدم في السن.
النساء الحوامل يجب عليهن تجنب الحجامة، خصوصًا على مناطق البطن وأسفل الظهر.
هناك أيضًا مجموعات أخرى يُستحسن أن تبتعد عن الحجامة تشمل:
النساء خلال فترة الدورة الشهرية.
الأشخاص الذين يعانون من الصرع.
أولئك المصابون بتجلط الأوردة العميقة.
من يتناولون أدوية تساعد على تمييع الدم.
الأشخاص الذين لديهم حروق شمس، جروح، أو كدمات جلدية حديثة.
المصابون بفشل في الأعضاء الداخلية مثل ضعف وظائف الكلى أو القلب.
من الضروري الأخذ بهذه التوجيهات لتجنب أي مخاطر صحية قد تنجم عن الحجامة في حالات لا تتوافق معها.