مين جربت الحجامة؟
تعد الحجامة من الطرق العلاجية القديمة التي لاقت انتشارًا واسعًا في السنوات الأخيرة، وقد كانت تجربتي معها تجربة فريدة ومثمرة.
بدأت رحلتي مع الحجامة بعد سماعي العديد من التجارب الإيجابية وقراءتي للأبحاث التي تشير إلى فوائدها المتعددة، مثل تحسين الدورة الدموية، وتخفيف الألم، وتعزيز الصحة العامة. قبل الخضوع للعلاج، كنت أعاني من آلام مزمنة في الظهر والكتفين، وقد ساهمت الحجامة بشكل ملحوظ في تخفيف هذه الآلام.
تم إجراء الحجامة لي في عيادة متخصصة وتحت إشراف طبي محترف، حيث تم شرح العملية بالتفصيل قبل بدء الجلسة، مما ساعد في تهدئة أي مخاوف كانت لدي.
خلال الجلسة، تم استخدام الأكواب الزجاجية التي تم وضعها على مناطق محددة من الجسم بعد إخلائها من الهواء لخلق فراغ، مما يساعد على سحب الدم إلى سطح الجلد. الشعور خلال الجلسة كان مريحًا بشكل مفاجئ، ولم أشعر بأي ألم كبير.
بعد الجلسة، شعرت بتحسن كبير في مرونة العضلات وتقليل الشعور بالألم، وكذلك شعور عام بالراحة والاسترخاء.
لاحظت أيضًا تحسنًا في نوعية النوم وزيادة الطاقة خلال اليوم. من المهم الإشارة إلى أن الحجامة يجب أن تُجرى في مراكز معتمدة وتحت إشراف متخصصين لضمان السلامة والحصول على الفوائد الكاملة.
فوائد الحجامة للحمل
تُعتبر الحجامة من الطرق التقليدية المستخدمة لتحسين الصحة النسائية، خصوصًا في حالات تأخير الإنجاب أو مشاكل الدورة الشهرية. تساهم هذه الممارسة في تعزيز الدورة الدموية في الجسم وخصوصًا في منطقة البطن، مما يساعد في تجديد الدم وتحفيز وظائف الأعضاء التناسلية.
من بين الاضطرابات التي تعمل الحجامة على معالجتها، الأمراض المرتبطة بتكيس المبايض وما ينتج عنها من تأخر في الحمل. كما تعمل على تفعيل وظائف المبيضين وتقويتهما، مما يساهم في زيادة الخصوبة.
إضافة إلى ذلك، تلعب الحجامة دورًا في الحد من الالتهابات المنتشرة في المهبل ومنطقة المسالك البولية، وتمتد فوائدها لتشمل تخفيف مشكلات مثل الدوالي التي تظهر على الفخذين والبطن، فضلاً عن تحسين الحالات المرتبطة ببطانة الرحم.
تُساعد الحجامة كذلك في تنظيم الوزن ومكافحة بعض المشكلات مثل عرق النسا وزيادة الوزن. ولها تأثير إيجابي في زيادة إفراز هرمون اللبن، مما يعزز من قدرة الأم على تغذية طفلها.
أيضًا، تعمل الحجامة على التخلص من السموم في الجسم، مما يعزز الاسترخاء والاستعداد للحمل. ولها دور فعال في تنشيط الدورة الدموية، مما يسهل عملية تهيئة الرحم لاحتضان الجنين بكفاءة أكبر.
الفوائد الصحية والعامة للحجامة
الحجامة تقدم فوائد صحية عديدة، تشمل التوازن الهرموني حيث تساعد في استقرار هرمونات الجسم وتنشيط الغدد، خاصة الغدة النخامية. كما تدعم النظام العصبي، مما يسهم في تحسين الذاكرة وتقوية العقل.
تتميز الحجامة بقدرتها على تخفيف الآلام من خلال رفع مستوى الكورتيزون وإفراز المورفين في الجسم، الأمر الذي يساعد في الحد من الأوجاع.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب دوراً فعالاً في خفض مستويات الكولسترول، مما يعود بالنفع على صحة القلب والكلى ويساهم في الوقاية من الجلطات وتطهير الجسم من السموم.
يُظهر تكرار استخدام الحجامة تحسيناً في مناعة الجسم، مما يعزز قدرته على مقاومة الأمراض المعدية وعلامات الشيخوخة. كذلك تساعد في مداواة الآلام المتنوعة كآلام الكتفين والرأس، وتعالج الإسهال والتقرحات.
بالإضافة إلى مكافحتها للضعف الجسدي، تقدم الحجامة معالجة فعالة للدوالي بالخصيتين وتحسين مشاكل سرعة القذف. وتعد داعماً قوياً في علاج مشكلات الغضروف مثل الانزلاق الغضروفي وشلل الوجه ومشاكل الفقرات.
من خلال تحقيق التوازن الشخصي، تمنح الحجامة الشعور بالاستقرار وتمتد آثارها لفترات طويلة، مضيفةً جانباً هاماً من الراحة والانتعاش الذي يشعر به المرء.
انواع الحجامة
تنقسم الحجامة إلى نوعين رئيسيين يختارهما الشخص حسب الحالة الصحية التي يعاني منها ووفقًا لتفضيلاته الشخصية، وكذلك تأخذ في الحسبان آراء المختصين في العلاج:
النوع الأول هو الحجامة الجافة، حيث تعتمد هذه الطريقة أساساً على استخدام أكواب لشفط الجلد بدون استخدام أي تدخلات أخرى.
أما النوع الثاني فهو الحجامة الرطبة أو الدامية، وتشمل هذه الطريقة شفط الجلد بالإضافة إلى إجراء بسيط يتمثل في سحب كميات محدودة من الدم لتحقيق الغرض العلاجي.
علاج العصب الوركي بالحجامة
يُعالج العصب الوركي غالبًا بواسطة أدوية مثل الكورتيزون ومضادات الالتهاب ومرخيات العضلات. ومع ذلك، فإن البعض يختارون طرقًا بديلة مثل الحجامة لتخفيف هذه المشكلة.
تُطبق الحجامة كوسيلة فعالة لتنشيط الدورة الدموية في المنطقة المصابة وتخفيف الضغط الواقع على العصب الوركي. من خلال إنشاء فراغ يعمل على شفط الجلد، تساهم الحجامة في خفض التوتر العضلي الذي قد يؤثر على العصب.
يساعد هذا العلاج كذلك في تهدئة الجهاز العصبي وتحسين العمل العام للمنطقة المعالجة بتجديد النشاط الدموي وتخفيف الالتهاب. علاوة على ذلك، تعتبر الحجامة الرطبة طريقة مساعدة لإزالة الفضلات الخلوية التي قد تعيق من كفاءة وظائف العصب الوركي.
أيضًا، الحجامة ليست مقصورة فقط على علاج العصب الوركي، بل إنها مفيدة أيضًا لتخفيف أوجاع الظهر والرقبة، تصلب العضلات، وحتى الأعراض النفسية مثل القلق والإرهاق.
إرشادات عامة قبل تطبيق الحجامة للسيدات
لضمان تجربة آمنة وفعالة خلال جلسات الحجامة، توجد بعض الإجراءات الواجب اتخاذها:
1. الترطيب الجيد- من المهم أن تحرص المرأة على شرب كمية كافية من الماء قبل الخضوع للحجامة، حيث يُنصح بتناول ما يعادل سبعة أكواب من الماء على الأقل لضمان ترطيب مناسب.
2. ارتداء ملابس مريحة – يجدر بالمريضة ارتداء ملابس واسعة لتسهيل عمل الحجام وضمان التعامل مع كل المناطق المراد علاجها دون قيود.
3. الإفصاح عن الحالة الصحية- من الضروري إطلاع المختص على أي تاريخ مرضي أو أدوية يجري تناولها، إذ يؤثر ذلك على سير الجلسة والاحتياطات اللازمة.
4. توقيت تناول الطعام – من الأفضل عدم تناول أية أطعمة قبل ساعتين من موعد الجلسة، مع التركيز على الأطعمة الخفيفة التي لا تتطلب وقتًا طويلاً للهضم.
5. الاستحمام المناسب – يُستحسن الاستحمام قبل ثلاث ساعات من موعد الحجامة بدلاً من الاستحمام بشكل مباشر قبل الجلسة لضمان النظافة الشاملة والاستعداد الجيد للعلاج.
شروط الحجامة وموانعها
يُمنع إجراء الحجامة في بعض الظروف الصحية أو المواقع المحددة بالجسم لتجنب المخاطر الصحية.
فمن الضروري تجنب مناطق معينة كالأوردة البارزة، الشرايين، الأعصاب، الغدد الليمفاوية، الدوالي، أية إصابات أو جروح مفتوحة، وكذلك تجنب مناطق الجلطات العميقة في الأوردة.
علاوة على ذلك، يجب عدم تطبيق الحجامة على الأشخاص الذين يعانون من الأمراض الجلدية، الالتهابات الجلدية، أو المناطق المحيطة بالعيون وفتحات الجسم الأخرى.
كما يجب استبعادها بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض خطيرة مثل السرطان، أمراض الكبد والكلى، والحالات القلبية التي تتطلب جهاز تنظيم ضربات القلب.
كما ينبغي توخي الحذر وتجنب الحجامة للأشخاص المعانين من اضطرابات تخثر الدم كالهيموفيليا، أو الذين يتناولون مضادات التجلط. النساء خلال فترة الحمل والنفاس، والأشخاص المصابون بفقر الدم يجب أيضاً تجنب هذه العلاجات.
للأطفال دون الرابعة من عمرهم، يحظر إجراء الحجامة، وللأطفال الأكبر سناً يجب الحصول على استشارة طبية قبل التفكير في هذا النوع من العلاج، حيث إن جلسات الحجامة للأطفال يجب أن تكون قصيرة الأجل وتحت إشراف دقيق.
ما بعد الحجامة
لضمان النتائج الأفضل بعد خضوعك لجلسة الحجامة، من المهم اتباع عدد من الإرشادات. خلال الـ ٢٤ ساعة الأولى، يُنصح بعدم تناول اللحوم الحمراء أو منتجات الألبان، ويُفضل أن تختار الأغذية الخفيفة كالأسماك، البيض، الفواكه والخضراوات، ويمكنك أيضاً تناول الدجاج بكميات محدودة إذا لزم الأمر.
من المستحسن تجنب كل المشروبات التي تضم الكافيين والمشروبات الغازية للفترة نفسها. بدلاً من ذلك، احرص على شرب كميات وافرة من الماء والشاي الأخضر الذي يعرف بفوائده الصحية المتعددة.
كذلك من الأفضل الامتناع عن استخدام منتجات التبغ لمدة يوم كامل بعد الجلسة، وتجنب النشاط البدني الشاق أو العلاقات الحميمة لمدة يومين.
يُنصح بعدم الاستحمام أو غسل المنطقة التي خضعت للحجامة لمدة ٢٤ ساعة بعد الجلسة للوقاية من خطر الإصابة بالالتهابات، حتى وإن تم تطهير المنطقة جيداً قبل وبعد العملية.
وأخيراً، لتخفيف أي إزعاج قد يظهر بعد الحجامة، يُفضل استعمال زيت الزيتون على المنطقة المعالجة مرتين يومياً لفترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
الاثار الجانبية واضرار الحجامة
الحجامة تعد من الوسائل العلاجية التي يعتمدها الكثير لما لها من فوائد، لكن قد تسبب بعض المضاعفات كالتالي:
1. تشكل الندبات على الجلد.
2. إمكانية حدوث حروق نتيجة استخدام أدوات غير مناسبة.
3. ظهور الصداع كأحد الأعراض الشائعة.
4. الإحساس بالحكة في المناطق المعالجة.
5. الشعور بالدوار والإرهاق بالإضافة إلى تقلصات العضلات.
6. تجربة فقدان بعض خلايا الدم ما يؤدي إلى الغثيان.
7. تكوين فقاعات أو بثور صغيرة على الجلد.
8. ظهور ورم دموي صغير تحت الجلد.
9. الشعور بألم في مناطق وضع الكؤوس.
10. تكون خراج ينتج عن عدوى.
11. حدوث التهابات جلدية مختلفة.
12. تغير لون الجلد ليصبح أغمق بما يعرف بفرط التصبغ.
13. حدوث نوبات وعائية مبهمة قد تؤثر على الشعور بالاستقرار.
14. الإحساس بالدفء يتبعه تعرق خفيف يزيد الشعور بالبرودة بسبب تمدد الأوعية الدموية.
15. انخفاض مستويات مخزون الحديد في الجسم بعد الجلسات.
من المهم الإشارة إلى ضرورة التوجه لمختص قبل الخضوع لهذا النوع من العلاج لتجنب هذه المخاطر.