الشعور بالخوف بدون سبب
في تفاصيل اليوم وبين زحام الأحداث، يستطيع الفرد اكتشاف الجذور الأصلية لمشاعر الخوف والقلق التي قد تبدو في بادئ الأمر بدون سبب واضح. العناصر التي قد تثير في شخص مشاعر القلق والخوف قد لا تؤثر على شخص آخر بهذا الشكل. تتنوع هذه العناصر المحفزة للقلق والخوف وتختلف من شخص لآخر.
المشكلات الصحية
عندما يعلم الشخص أنه مصاب بمرض لا يزول بسهولة أو بحالة تؤثر كثيرًا على صحته، من الطبيعي أن يشعر بالقلق عن مستقبله الصحي وما إذا كان سيتمكن من العودة إلى حياته كما كانت من قبل.
الأدوية الموصوفة
تؤدي بعض العلاجات إلى شعور الإنسان بالانزعاج بعد استخدامها، وذلك لأن الجسم يبدي استجابة تظهر على شكل شعور متزايد بالقلق والتوتر، دون أن يكون الشخص مدركًا للسبب الجذري وراء هذه التفاعلات. من بين الأدوية التي قد تسبب مثل هذه الأعراض نجد:
– أقراص تحديد النسل.
– علاجات الكحة.
– المنتجات المستخدمة لخسارة الوزن.
التفكير بطريقة سلبية
في بعض الأحيان، يجد الشخص نفسه يغرق في بحر من النقد الذاتي أو في دوامة من الأفكار السلبية خلال مواقف معينة. هذا يؤدي إلى تنامي مشاعر الخوف والقلق لديه.
طرق التّغلّب على الخوف
لتجاوز الخوف والقلق، يمكن اتباع عدة طرق بسيطة وفعالة. الأولى تركز على الجانب الجسدي: من المهم اعتماد عادات صحية تبدأ بتقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق وممارسة اليوغا. كما يعد تناول طعام صحي وممارسة الرياضة بانتظام من الأساليب المفيدة لصرف الانتباه عن الأفكار المخيفة والحفاظ على راحة البال.
على الجانب الفكري والسلوكي، يشمل التغلب على الخوف التركيز على الإيجابيات في حياتك وتقدير شجاعتك الشخصية. إن فهم ما تخاف منه والتمييز بين الخوف الحقيقي وغير العقلاني يمكن أن يمنحك قوة إضافية. بالإضافة إلى ذلك، التفكير في المدى الطويل والتثقف حول المخاوف يساعد في تبديد الخوف من المجهول. يمكن للتدريب وتخيل النجاح قبل مواجهة المواقف المخيفة أن يعزز الثقة بالنفس ويساعد على تحقيق الأهداف. الحفاظ على الإيجابية والمرونة في المواقف الصعبة يسهل التغلب على التحديات والخوف.
لا يمكن إغفال أهمية العلاجات النفسية مثل العلاج بالتعرض، والذي يوصى بإجرائه تحت إشراف مختص. يتضمن هذا العلاج تعريض الفرد تدريجياً لمصدر خوفه حتى يتمكن من التغلب عليه. هذه العملية تتطلب صبراً واستعداداً لمواجهة المخاوف مباشرةً، وهو ما يساعد في النهاية على القضاء عليها.
أنواع القلق
تتعدد صور الإصابة بالقلق، وتأتي في أشكال مختلفة، منها:
الخوف الشديد من الأماكن المفتوحة أو العامة، وهذا ما يُعرف برهاب الخلاء. هناك نوع آخر من القلق يرتبط مباشرة بالأمراض الجسدية والحالات الصحية، حيث يشعر الشخص بقلق نابع من مشكلة طبية يعاني منها. ونجد القلق المتعمم، الذي يصيب الشخص بحالة من الخوف والتوتر من أبسط الأنشطة والأحداث اليومية.
اضطراب الهلع يتميز بنوبات خوف شديدة ومفاجئة تسبب للمصاب صعوبة في التنفس وألم الصدر خلال وقت قصير. وهناك الصمت الاختياري، الذي يُلاحظ غالبًا عند الأطفال الذين لا يتحدثون في ظروف معينة كالمدرسة.
قلق الانفصال يظهر عند بعض الأطفال كخوف مستمر من البعد عن الأهل. أخيرًا، الرهاب الاجتماعي، حيث يشعر الشخص بتوتر وخجل كبيرين عند المشاركة في الفعاليات الاجتماعية، مما يؤثر على ثقته بنفسه.
أعراض القلق
يختلف تجلي القلق بين شخص وآخر، ليس فقط في أنواع الأعراض ولكن أيضاً في شدتها. من الممكن أن يشعر الشخص الذي يعاني من القلق بواحدة أو أكثر من الحالات التالية:
– الشعور بألم في الرأس.
– الشعور بحالة من العصبية أو القلق الزائد.
– وجود غصة مزعجة في الحلق.
– مواجهة تحديات في التركيز على المهام.
– الشعور بالإرهاق بشكل عام.
– تجارب التهيج وفقدان الصبر بسهولة.
– الشعور بالحيرة أو الارتباك.
– الإحساس بأن العضلات مشدودة ومتوترة.
– الصعوبة في النوم أو الأرق.
– العرق الزائد.
– التنفس بصعوبة.
– الإحساس بألم في البطن.
– التعرض للإسهال.
كما قد يشعر الشخص بقلق مفرط بشأن سلامته الشخصية وسلامة أحبائه، أو بالقلق من أن يحدث شيء سيء حتى لو لم يكن هناك داعٍ للخوف. غالبية الأشخاص الذين يعانون من القلق يبدأون في الشعور بهذه الأعراض في مرحلة مبكرة من حياتهم.
أسباب وعوامل خطر القلق
فيما يخص اضطرابات القلق، فإن الأسباب وراءها ليست واضحة بشكل كامل. العلماء يؤكدون أن هناك علاقة بين مستويات بعض المواد الكيميائية في الدماغ وحدوث هذه الاضطرابات. من تلك المواد، نجد السيروتونين والنورأدرينالين، والتي يشار إليها غالباً بأنها تلعب دوراً مهماً في تنظيم الحالة النفسية للفرد.
أسباب الإصابة بالقلق
تتعدد أسباب الإصابة بمشكلات القلق وتختلف باختلاف حالات الفرد وظروفه، وتشمل هذه الأسباب:
– الشعور بالخوف الشديد بشكل مفاجئ.
– التوتر الدائم.
– الخوف من مواقف معينة.
– الشعور بالقلق المستمر.
– الإصابة بأمراض مثل السكري ومشكلات القلب.
كما أن هناك عدة عوامل تزيد من فرص الإصابة بالقلق المستمر، منها:
– التجارب السلبية في الطفولة، مثل المرور بمواقف صعبة أو مشاهدة أحداث تُسبب الصدمة، وهو ما قد يؤدي للقلق والخوف من المستقبل.
– التعرض للتوتر النفسي الشديد، كالمرض الذي يؤدي إلى فقدان العمل والدخل.
– طبيعة الشخصية، حيث يعاني الأشخاص ذوو بعض السمات الشخصية أو الذين يفتقرون إلى الدعم النفسي والعاطفي من قلق متزايد.
– العوامل الجينية والوراثية التي تجعل بعض العائلات أكثر عرضة للإصابة بالقلق عبر الأجيال.
هذه العناصر تبرز أهمية الانتباه لمختلف العوامل التي قد تساهم في زيادة خطر التعرض للقلق وضرورة التعامل معها بحكمة.
علاج القلق
لمكافحة القلق، يمكن اللجوء إلى نوعين أساسيين من العلاج: الأول عن طريق الأدوية، والثاني يعتمد على الدعم النفسي. قد يحتاج الشخص إلى استعمال واحد منهما أو كليهما معًا، وأحيانًا يستلزم الأمر بعض التجارب لإيجاد الخيار الأنسب والأكثر فاعلية.
فيما يتعلق بالعلاج بالأدوية، هناك أصناف متعددة تهدف إلى التقليل من شدة أعراض القلق. أبرز هذه الأنواع هي الأدوية المهدئة مثل البنزوديازيبينات، التي تظهر تأثيرها السريع في تخفيف القلق بين نصف ساعة وساعة ونصف. بالإضافة إلى ذلك، توجد أدوية مضادة للاكتئاب تعمل بتأثيرها على الناقلات العصبية، مما يساهم في تحسين حالات القلق، مثل دواء فلوكسيتين.
أما العلاج النفسي فيركز على دعم المرضى نفسيًا من خلال الحوار والاستماع بمساعدة المختصين في هذا المجال. هذا النوع من العلاج يشجع على التعامل مع مشاعر القلق بطريقة بناءة ودعمية.