صداع وتعب بعد الحجامة
عندما يشعر الأشخاص بالصداع والإرهاق بعد إجراء الحجامة، يمكن أن يكون ذلك ناتجًا عن عدة أسباب، منها الإصابة بالحسد، العين، أو المس.
يمكن أيضًا أن تكون هذه الأعراض مرتبطة بحالات صحية مثل الأنيميا أو فقر الدم، أو أن يكون هناك انخفاض في مستويات ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الشعور بالخوف والتوتر عاملاً مؤثرًا.
تعد الحجامة إجراء يشبه إلى حد كبير العمليات الجراحية في آليته، مما قد يؤدي إلى شعور المرء بالتعب بعد الخضوع لها بثلاثة أيام. يعود ذلك إلى أن الجسم يكون في حالة تخلص من السموم ومكافحة الأمراض، مما يستلزم طاقة ويتسبب في الإرهاق.
الحجامة
تعتبر الحجامة علاجًا موروثًا استخدم منذ قرون في آسيا وبلاد الشرق الأوسط، حيث يرجى منها تحسين الصحة من خلال التعامل مع أمراض متنوعة. تشمل الأمراض التي يُحتمل معالجتها بالحجامة:
الأوجاع المختلفة، المشكلات الجلدية كحب الشباب، مضاعفات العقم، الضغوط النفسية، الصداع النصفي، مشاكل التنفس مثل الربو، تعزيز المناعة، التهابات المفاصل، فقر الدم، تجديد نضارة البشرة، معالجة الدوالي، آلام الظهر، فقدان الوزن، اضطرابات الهضم، شلل الوجه، التهابات الحلق والهربس.
يعتقد أنها تساعد في استعادة الحالة الطبيعية لطاقة الجسم. لكن، تزال الحاجة قائمة للقيام بدراسات علمية مفصلة لتأكيد هذه الفعاليات بشكل قاطع.
أنواع الحجامة
تُستخدم في الحجامة أكواب مصنوعة من مواد كالفخار أو الزجاج أو الخيزران أو السيليكون. تُوضع هذه الأكواب على الجلد بعد أن يتم إحداث الحرارة داخلها عن طريق حرق الكحول أو الورق أو الأعشاب الموضوعة داخل قطع من القطن.
هذا يخلق تأثير الشفط بالفراغ حيث يبرد الهواء في داخل الأكواب، مما يساعد في تحسين التدفق الدموي، إزالة التجمعات الدموية القديمة، تجديد الأوعية الدموية، وزيادة تدفق الأوكسجين للأنسجة.
هناك نوعان رئيسيان من الحجامة: الجافة والرطبة. كلا النوعين يعتمدان على مبدأ مماثل لخلق الفراغ داخل الكأس المقلوبة على الجلد، مما يسبب ارتفاع الجلد واحمراره بفعل توسع الأوعية الدموية بالمنطقة المعالجة.
تظل الأكواب على الجلد لمدة ثلاث دقائق. الفرق بين الحجامة الرطبة والجافة يكمن في أن الحجامة الرطبة تتضمن عمل شقوق جلدية صغيرة بعد الثلاث دقائق الأولى وإزالة الكؤوس، ثم تعاد الأكواب إلى المكان لفترة إضافية لسحب كميات صغيرة من الدم.
أما في الجلسة الأولى، فقد يقتصر المعالج على استخدام كأس واحدة لتقييم تأثير العلاج، ولا يستخدم عادة أكثر من 3 إلى 5 أكواب.
ما هي الأعراض التي تلي الحجامة؟
عادة ما تكون الحجامة إجراءً آمنًا، لكن هناك بعض الآثار التي قد يلاحظها المُعالجون. من هذه الآثار ظهور التصبغات أو ما يُشبه الكدمات في المناطق التي وُضعت فيها الكؤوس.
هذه العلامات تُعد جزءاً طبيعياً من العملية وتزول عادة خلال أسبوع. كما قد يحدث تهيج بسيط في الجلد نتيجة لضغط الكؤوس، وهو ما يزول في يوم أو يومين، خصوصًا بالنسبة لأصحاب البشرة الحساسة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يشعر المريض بالدوخة أثناء العلاج أو بعده مباشرةً نظرًا لتغيرات ضغط الدم، لكنها عادة ما تكون مؤقتة وتختفي سريعًا.
أيضًا، من الشائع الشعور بالتعب بعد جلسة الحجامة بما أن الجسم يكون في حالة استشفاء، وهذا الإحساس يمكن أن يستمر ليوم أو أكثر قليلاً.
في حالات أخرى، قد يؤدي العلاج إلى تفاقم بعض الحالات الجلدية كالأكزيما أو الصدفية، وهو أمر قد لا يحدث كثيرًا. هناك أيضًا احتمال ضئيل للإصابة بالعدوى، ولكن يمكن منع ذلك بالاعتماد على أخصائي حجامة يتبع الإجراءات الصحية ومعايير التعقيم بدقة.
في حالات نادرة، قد يتعرض بعض المرضى لآثار جانبية خطيرة كالنزيف داخل الجمجمة أو فقر الدم، لكن ذلك يمكن تجنبه باللجوء إلى ممارسين مؤهلين وذوي خبرة في هذا المجال.
نصائح لتجنب أعراض ما بعد الحجامة
لضمان سلامة المريض وتجنب المضاعفات بعد جلسات الحجامة، من الضروري اتباع عدة إرشادات مهمة. أولًا، يجب التأكد من أن الحجامة تناسب حالة المريض الصحية، حيث أن هذه الطريقة لا تصلح للجميع. يُنصح بإجراء تقييم دقيق واستشارة متخصصين قبل البدء بأية جلسة.
من المهم أيضًا الحرص على أن المريض لا يعاني من حالات تمنع إجراء الحجامة، مثل الإصابة بجروح جديدة أو حروق الشمس، أو الأعضاء الداخلية التي تعاني من التقرحات أو أي إصابات حديثة.
كذلك، يجب تجنب إجراء الحجامة على أي منطقة من الجسم تحتوي على جروح مفتوحة أو تعاني من التهاب، وكذلك الأماكن الحساسة مثل الفم والأنف والأذنين والعيون.
تجنب الحجامة على الأوردة الملتهبة أو المصابة بالدوالي، الشرايين، الأعصاب، أو العقد اللمفاوية ضروري لتفادي مخاطر محتملة.
أخيرًا، من المفيد إبلاغ الطبيب المعالج عند اتخاذ قرار تجربة الحجامة؛ لضمان متابعة الحالة الصحية بشكل مناسب وتقديم النصائح الطبية اللازمة، حتى وإن كان الطبيب ليس متخصصًا في الطب البديل.
تحذيرات حول استخدام الحجامة
يجب على بعض الفئات تجنب استخدام الحجامة كوسيلة للعلاج نظرًا لحالاتهم الصحية. وتشمل هذه الفئات:
- الصغار جداً في السن وكبار السن، نظرًا لحساسية أجسادهم.
- الأفراد الذين يعانون من تلف أو التهاب في الجلد، أو تلك المواقع التي تحتوي على شرايين، أوردة أو غدد لمفاوية واضحة، إلى جانب المناطق المصابة بكسور أو قرب العيون.
- من يتناولون علاجات مضادة للتجلط بهدف منع حالات النزيف أو فقر الدم التي قد تحدث إثر ذلك.
- السيدات خلال فترات الحمل، ولا سيما عند التعامل مع مناطق البطن وأسفل الظهر.
- الأشخاص المصابون بمشكلات في التخثر مثل الهيموفيليا أو التجلطات الوريدية العميقة، بالإضافة إلى الذين لديهم تاريخ مع الجلطات الدماغية.
- مرضى الأمراض الجلدية مثل الإكزيما والصدفية.
- المصابون بنوبات الصرع.
- مرضى السرطان.
- الأفراد المعانين من بعض الأمراض القلبية.يُفضل لهؤلاء الأشخاص استشارة طبية قبل اتخاذ قرار بالخضوع لعلاج الحجامة لضمان سلامتهم وتجنب أي مخاطر قد تنجم عن استخدام هذه الطريقة في العلاج.
مخاطر الحجامة في الرأس
على الرغم من أن الحجامة تعتبر إجراءً طبيًا آمنًا عند تطبيقها بشكل صحيح، إلا أنها قد تسبب بعض المضاعفات والأخطار إذا ما تمت على مناطق حساسة من الجسم مثل الرأس.
يتميز خطر الحجامة في هذه المنطقة بكونها قد تؤثر سلبيًا أكثر من أماكن أخرى مثل الأطراف.
من المخاطر التي قد تطرأ عقب الحجامة على الرأس نذكر:
أولًا، النزيف داخل الجمجمة، وذلك قد يحدث نتيجة الضغط الذي تفرضه الحجامة على الأوعية الدموية في الدماغ، مما يزيد من تدفق الدم ويمكن أن يسبب تمدد هذه الأوعية.
ثانيًا، خطر الإصابة بفقر الدم قد يتفاقم بسبب كثرة إجراء الحجامة الرطبة التي تتضمن فقدان دم مستمر.
ثالثًا، تعرض المريض للأمراض المنقولة بالدم كالتهاب الكبد الوبائي، وذلك ينجم عن استخدام أدوات غير معقمة بصورة جيدة.
رابعًا، يمكن أن تتسبب الحجامة في تفاقم المشاكل الجلدية كالإكزيما والصدفية وقد يظهر ذلك كتغير في لون الجلد أو الإصابة بالندب والحروق والالتهابات.
هذه المخاطر تتطلب دراية وعناية فائقة عند اللجوء إلى الحجامة خصوصًا على الرأس لتجنب أي آثار جانبية قد تحدث.
النوم بعد الحجامة
تساهم الحجامة في زيادة مستويات هرمون السيروتونين، المعروف بأنه هرمون يحفز الشعور بالسعادة، مما يساعد الإنسان على الشعور بالاسترخاء ويخفف من الشعور بالضغط والتوتر.
هذا بدوره يعزز من قدرته على الحصول على نوم أفضل. ومع ذلك، يُنصح بعدم الخلود إلى النوم مباشرةً بعد الانتهاء من جلسة الحجامة.
توصي التوجيهات الطبية بأن يتجنب الشخص النوم لمدة تتراوح بين ساعتين إلى أربع ساعات بعد الحجامة لأسباب عدة. أبرز هذه الأسباب تشمل تجنب أي تغيرات غير متوقعة في الدورة الدموية كتكون جلطات أو حدوث سيولة في الدم.
إضافةً إلى ذلك، تعمل الحجامة على تحفيز الدورة الدموية، بينما يؤدي النوم إلى استرخاء هذه الدورة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقليل فعالية نتائج الحجامة.