في اي اسبوع يتحرك الجنين؟

في اي اسبوع يتحرك الجنين؟

تبدأ تجربة الأمهات مع حركات أطفالهن الذين لم يولدوا بعد في توقيتات مختلفة، وذلك بسبب عدة عوامل منها طبيعة الأم والطفل نفسه وما إذا كانت الأم قد مرت بتجربة الحمل من قبل. على الرغم من أن الطفل يبدأ بالتحرك في رحم الأم ما بين الأسبوع الثامن والثاني عشر، إلا أن الأم قد لا تشعر بهذه الحركات حتى تصل إلى الأسابيع ما بين 16 و25 من فترة الحمل، وهو ما يعادل تقريباً من الشهر الرابع إلى منتصف الشهر السادس.

الأمهات اللواتي يختبرن الحمل لأول مرة عادة ما يتأخرن في الشعور بهذه الحركات، ربما حتى الأسبوع الخامس والعشرين. بينما في الحمل الثاني أو التالي، قد تتمكن الأم من الشعور بحركة جنينها مبكراً، وذلك ابتداء من الأسبوع الثالث عشر.

في البداية، قد تلاحظ الأم الحركات في أوقات معينة وتغيب عن الإحساس بها في أوقات أخرى. ومع ذلك، مع تقدم الحمل وزيادة قوة حركات الجنين، يتوقع أن تصبح هذه الحركات أكثر انتظاماً ووضوحاً، بحيث تشعر بها الأم يومياً.

كيف تكون طبيعة حركة الجنين؟

في بداية الحمل، تُقارن الأمهات شعورهن بحركة الجنين بلمسات خفيفة تشبه رفرفة الفراش أو كأنها تفرقع لحبوب الذرة برقة، ولكن هذه الإحساسات تصبح أكثر وضوحاً وقوة مع الوقت. عادةً، تزداد فرصة ملاحظة الأم لحركة جنينها في لحظات الهدوء، خصوصاً عند الجلوس أو الاستلقاء في مكان هادئ.

يتباين نمط حركة الجنين من واحد إلى آخر، حيث يميل بعض الأجنة إلى أن يكونوا أكثر حيوية ونشاطاً بينما يظهر آخرون استجابات أهدأ وأقل حركة.

الفرق بين حركة الجنين الذكر والانثى

منتشرة هي الفكرة التي تقول إن كثرة حركة الجنين في بطن أمه تنبئ بأن المولود سيكون ولداً، وإن كانت حركته أقل، فيُظن أن المولود فتاة.  فعوامل مثل صحة الأم، نشاطها البدني، ونوعية غذائها قد تؤثر في نشاط الجنين أكثر من أي شيء آخر. بالإضافة، تتباين حركة الجنين بين حمل وآخر، حيث قد يكون هناك اختلاف في مستوى النشاط من جنين لآخر حتى لدى الأم نفسها.

من المهم الإشارة إلى أن الفروق في الحركة بين الجنسين ليست مبنية على أساس متين، على الرغم من الملاحظات التي توحي بأن الجنين الذكر قد يكون أكثر نشاطاً قليلاً من الأنثى. لكن هذه ليست قاعدة صلبة وينبغي عدم الاعتماد عليها لتحديد جنس الجنين.

الطريقة الأكثر دقة وموثوقية لمعرفة جنس المولود هي من خلال فحص الموجات فوق الصوتية، الذي يقدم معلومات دقيقة عن هذا الشأن، بعيداً عن التكهنات الشائعة التي لا أساس علمي لها.

كيف تشعر الحامل بحركة الجنين؟

تستطيع الأم أن تشعر بجنينها وهو يتحرك داخل رحمها، سواء كان ذلك بتمدد الأيدي والأقدام في محاولة للعثور على  حين يتحول قد تلاحظ الأم ضربات صغيرة تحدث على فترات. إضافة إلى ذلك، يمكن لحركة الجنين أن تكون رداً على مشاعر الأم أو حتى الفواق، الذي يعتبره العلماء مؤشراً على نمو الرئتين.

من الجدير بالذكر أن هناك أبحاثاً تعود إلى العشرينيات من القرن الماضي تدرس كيف يمكن للجنين أن يتفاعل مع الأصوات القادمة من العالم الخارجي، وقد تأكدت صحة هذه الدراسات. الجنين قد يتحرك أيضاً بسبب عدم الراحة التي تشعر بها الأم في بعض وضعيات الجلوس أو النوم، مما يعد بمثابة إشارة لها لتغيير وضعها. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر نوع معين من الطعام على حركة الجنين.

على مر الزمن، تصبح الأم أكثر قدرة على التعرف على أوقات نوم ويقظة جنينها بفضل تجمع الخبرة. بعد الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل، يصبح المجال المتاح لحركة الجنين أقل، مما يخفض من عدد المرات التي قد تشعر فيها الأم بلكمات، لكنها تستطيع بالتأكيد أن تلاحظ حركته خلال مد يديه وأقدامه أو عند تحوله من جانب إلى آخر.

ما هي العوامل التي تؤثر في حركة الجنين؟

يتألف سلوك الجنين داخل الرحم من تأثيرات متعددة تشمل:

– الحالة النومية.
– التأثر بالأصوات المحيطة.
– أوقات مختلفة خلال اليوم.
– درجة نشاط الأم وحركتها.

يُشار إلى أنه، مع تقدم الحمل إلى ما بعد الأسبوع الثامن والعشرين، يكون من المفضل مراقبة ومتابعة حركات الطفل بناءً على توصيات بعض الخبراء الطبيين.

قلة حركة الجنين

في بعض الأحيان، قد لا يكون هناك حركة ملحوظة من الجنين، وغالباً ما يكون السبب في ذلك هو أن الجنين يأخذ قسطًا من الراحة أو يكون نائمًا. لذلك، عندما تلاحظ الأم عدم نشاط الجنين وخاصة بعد الوصول إلى الأسبوع الخامس والعشرين من الحمل، يُفضل أن تقوم بتتبع ومتابعة الحركات الجنينية كل ساعتين. في حال لم تستشعر الأم بحدوث عشر حركات خلال ساعتين وتكرر هذا الأمر بشكل متعدد، أو إذا لاحظت تقليل في سرعة الحركات بوضوح، فإنه يُنصح بالتواصل مع الطبيب للحصول على المشورة المناسبة.

توجد بعض الظروف الطبيعية التي من الممكن أن تؤدي إلى نقصان في نشاط الجنين وتشمل الأمور التالية:
– بعد ممارسة العلاقة الزوجية، قد يختلف نشاط الجنين، إذ يمكن أن يقل أو يزداد بناءً على طبيعة كل جنين.
– خلال الثلث الثاني من فترة الحمل، قد يمر الجنين بأوقات يقل فيها نشاطه وحركته لعدة أيام، وهذا لا يعد مصدرًا للقلق.

كثرة حركة الجنين

في الأشهر الأخيرة من الحمل، يعتبر نشاط الجنين المستمر علامة إيجابية تشير إلى صحته الجيدة. ولكن، هذا النشاط قد يسبب بعض الإزعاج للأم، خصوصًا أثناء محاولاتها للنوم. هناك عدة طرق يمكن للأم تتبعها للتخفيف من هذا الإزعاج وتشمل:

– الحد من استهلاك المنبهات كالكافيين، لأنها قد تزيد من حركة الجنين وتجعله أكثر نشاطًا.
– القيام بنزهات قصيرة أو المشي لمدة حوالي 10 دقائق يمكن أن يساعد في تهدئة الجنين ويجعل من الأسهل عليه النوم.

نصائح في حالة توقف حركة الجنين

يُوصى بأن تأخذ الحامل خطوات بسيطة إذا شعرت بتقليل في حركة جنينها؛ من أبرز هذه الخطوات شرب ماء بارد، والاسترخاء على جانب واحد من الجسم، كذلك من المهم جداً أن تأخذ استراحة، وتحرص على الابتعاد عن كل ما يسبب لها الضغط النفسي أو الجسدي.

تناول الفواكه الغنية بالسكريات قد يساعد أيضًا في إعادة النشاط والحيوية لجسمها. إذا استمرت بعدم الشعور بحركة الجنين، يجب عليها زيارة الطبيب فورًا للتأكد من سلامة الجنين عبر فحص دقات قلبه وتدفق الدم إليه بشكل سليم.

كيفية عد حركة الجنين في الثلث الأخير من الحمل

لمتابعة صحة جنينك بأسلوب فعّال في أثناء الشهور الأخيرة من الحمل، وتحديداً بعد الوصول إلى الأسبوع 28، يمكنك ملاحظة وإحصاء حركاته. هذه الحركات قد تظهر على هيئة ركل أو تحركات دائرية أو حتى نوع من الدفعات. توجد عدة حالات تزيد فيها حركة الجنين، مثل:

– بعد تناول الأم للأطعمة الغنية أو الحلويات.
– عند شرب المشروبات الباردة.

كما يُلاحظ زيادة في حركة الجنين خلال الفترة من الساعة 9 مساءً حتى الساعة 1 صباحاً، ويرجع ذلك غالباً إلى انخفاض مستوى السكر في دم الأم. في هذه الأوقات، تستطيع الأم تحديد وضعية مريحة لها لتتمكن من متابعة حركة جنينها بكل يسر. وتشمل الوضعيات المثالية لذلك:

– الاستلقاء على الجانب الأيسر، الأمر الذي قد يكون أسهل الطرق للبدء بالعد.
– الجلوس في وضع مريح مع دعم الذراعين على البطن.

من العادي أن تشعر الأم بما يقارب 10 حركات للجنين في كل ساعتين. ومن الطرق المثلى لتتبع هذه الحركات القيام بإعداد جدول حيث تقوم بتدوين عدد الحركات ابتداءً من الأولى، مع تسجيل الوقت لكل منها. بمجرد الوصول إلى الحركة رقم 10، يجب تدوين الوقت مجدداً لمعرفة المدة الإجمالية المستغرقة.

إذا لم يصل الجنين إلى 10 حركات خلال ساعتين، يُنصح بالانتظار حتى تلك اللحظات التي يكون فيها الجنين عادةً أكثر نشاطاً قبل البدء بالعد من جديد.

في حال تكرر غياب الحركة 10 مرات خلال ساعتين في أوقات مختلفة، لا داعي للقلق الفوري، قد لا تكون الأم قد لاحظتها جميعاً أو في حال كان هناك قلق، يفضل استشارة الطبيب للحصول على النصائح المناسبة.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *